الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    في طريق الانحسار

    قد تكون رأيته في رمضان هذا العام ...إملأ مخيلتك بضجيج سحنته السمحاء، فقد لا تراه في رمضان المقبل. عجلة التمدن تسلبه هذا العمل الذي بدأ قبل اربعة عشر قرنا ثم شرع بالإنحسار ... مثلنا جميعا.
    كان الناس يستمعون الى اناشيده بلهفة المؤمن ، لكن البعض يتذمر منه الان، خصوصا في احياء المسعدين والاغنياء ... يا للغرابة .. كلما ازداد الحي فقرا وتعاسه كلما كان استقباله اكثر حفاوة وكرما:
    يا صايم وحد الدايم!
    قوموا لطاعة الله !
    طبل متواضع او ربما مجرد سطل فارغ ، أو اية قطعة تحدث ضجيجا ينبه الناس لسماع النداء .. نداء السماء، للصلاة وللسحور. يظل هكذا على اهبة الانتباه لإيقاظ الصائمين حتى يحل العيد.
    صباح العيد يركن طبلته للزاوية حتى رمضان التالي ، ويرتدي افضل ما لديه من ملابس متواضعة ، ويدور على بيوت الحي ، بيتا بيتا ، ليبارك لهم بعيد الفطر ، حيث يعيّدونه بما تيسر تقديرا منهم للجهد الذي بذله في ايقاضهم خلال الشهر الفضيل .
    مثله مثل مدفع رمضان الذي انقرض العمل به( في الواقع فان كل المدافع صمتت)، هو ايضا في طريقه للإنقراض ، لكنه يتحصن الان في أحياء الفقراء ، وهو يعرف ان الفقر لن يخذله، فما دام هناك اناس يزدادون غنى بشكل فاحش ، فهناك من يزداد فقرا بشكل افحش.
    «لو كان الفقر رجلا لقتلته» قالها رجل عظيم ذات قرن ، لكن الفقر ليس رجلا بل مرض مزمن لن ينتهي الا بتحقيق العدالة الاجتماعية في العالم اجمع.... وهذا حلم صعب التحقيق بوجود الرأسمالية والأميركان.
    حبيب الفقراء.... سلام عليك!!





    [30-05-2019 09:07 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع