الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    مهارات التواصل مع الآخرين

    الإنسان تعامل وليس مظهراً أو منظراً كما يقال عن بعض الناس: لا محضر (أي لا يحسن الكلام مع الناس في أي جلسة أو نقاش أو إجتماع أو أي مناسبة) ولا منظر (حتى مظهره الخارجي لا يرتاح له الآخرون نفسياً). ولكون الشكل هو من خَلْقِ الله فلا إعتراض عليه. ولكن التعامل مع الآخرين هو فن يمكن أن يكتسبه الإنسان عن طريق العلم والتعلم والثقافة الشخصية. لهذا فالجامعات في الدول الأجنبية أولت هذا الموضوع أهمية كبرى وهو كيفية أن يكون تعامل ومظهر الإنسان مع الآخرين في برامجها الدراسية في الجامعات. ففي الجامعات الأمريكية منذ أوائل السبعينات على زمن دراستنا فيها وربما قبل ذلك، وضعت في خططها الدراسية مساقين لا بد أن يجتازهما كل طالب في مرحلة البكالوريوس بتقدير جيد جداً على الأقل حتى يحصل على شهادته ويتخرج من الجامعة. وهذين المساقين هما مساق الثقاقة الصحية ويهتم بصحة الذكر والأنثى والمظهر الخارجي من كل ناحية، والمساق الثاني هو مهارات الإتصال مع الآخرين ويهتم في تعليم الطلبة عن كيفية أن يكونوا ناجحين في التواصل مع الآخرين في حياتهم اليومية.

    فلو عدنا إلى ديننا الحنيف الإسلام سنجد أن الله سبحانه وتعالى خاطب رسولنا عليه الصلاة والسلام عن كيفية التعامل مع أصحابه وأتباعه من مختلف منابت وأصول البشر (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (آل عمران: 159)). فطلب الله سبحانه وتعالى في هذه الآية أن يكون الرسول عليه الصلاة والسلام في تعامله مع غيره ليِّن هيِّن وأن لا يكون فَظٌاً ولا قاسي القلب وأن يكون عَفُواً وأن يستغفر لهم الله إن أخطأوا وأن يجعل أمره بينه وبينهم شورى، وبعد هذا كله إن عزم على أي أمر أن يتوكل على الله لأن الله يحب المتوكلين عليه. ومازلنا نذكر أقوال أهلنا لنا: النطق أو اللفظ سعادة ( إذا تكلم الإنسان كلام ما، إما أن يسعده أو يتعسه، والكلمة إذا خرجت مثل الرصاصة لا تعود، والإناء ينضح بما فيه، واللي بالقدر يخرجه الملاَّس أو المغرفة ... إلخ).

    فلو أخذ أي شخص بهذه النصائح والتوجيهات وعمل بها عملياً سيكون ناجحاً في تعامله مع الآخرين دون أدنى شك. لأن الله هو خالقنا ويعلم ما هو بصالحنا وفيه نجاحنا وتوفيقنا في الدنيا والأخرة. رغم أن كثيراً منَّا حتى هذه الأيام لا يحسن الكلام على الهاتف ولا حتى في نقاش أي قضية ولا في تقديم أي موضوع للآخرين للأسف الشديد حتى لو كان موضوعه مهماً ومفيداً. فعلينا أن نعمل على أنفسنا في تحسين تعاملنا مع غيرنا لنكسب مهارة في ذلك وبالتالي نكسب ود ومحبة الآخرين. ولا يكون ظلنا على غيرنا ثقيلاً ونقابل بالإبتسامه والترحيب وليس بغير ذلك من أساليب النفور والفتور.





    [29-05-2019 12:33 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع