الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    المجمع والجائزة والصيد الثمين

    الفرصة ممكنة لكي نجد مؤسسات تعمل بجدية واحترام، ومجمع اللغة العربية الذي حصل على جائزة ووسام الاستقلال في حفل الاستقلال 73 والذي شرّفه سيد البلاد، يعلن ضمناً أنّ هناك مؤسسات تحقق التقدم وتنهض برسالتها دون الحاجة لكثير من الأضواء او حتى لكثير من المال.
    عدد موظفي المجمع قد لا يزيد عن موظفي قسم بسيط في هيئة مستقلة من الهيئات التي انشئت عبثاً وتنفق الملايين، والمجمع خلال السنوات الخمس حاز على تقدير الكل أفرادا ومؤسسات عربية شقيقة، فحصل على جائزة الملك فيصل وهي ارفع الجوائز العربية اليوم، وكذلك حصل على جائزة محمد بن راشد للغة العربية، فوسام الاستقلال أخيراً وليس آخراً.
    للمجمع رئيس سيتعب من سيأتي بعده، فخلال سنوات قليلة أعاد المجمع للحضور الوطني، بعدما كان الناس يختلط عليهم الامر بين المجمع والجامعة والجامع، فيجدون في باحته مكاناً آمناً لانتظار العائدين من رحلات العمرة والمدارس، بمعنى أنه كان ساحة انتظار، واليوم بات له حضور كبير ومنظر جديد وموقع الكتروني يتّسم بالرشاقة، بعيداً عن الارباك.
    ولا نهضة لأي مؤسسة دون أن تراجع أهدافها، أو تبدع بايجاد مهمات جديدة، وهذا ما كان للمجمع الذي نهض باللغة العربية بانجاز أول قانون حماية للغة العربية عربياً، وهو حصيلة جهد مؤسسات الدولة مجتمعة، واليوم هو الجهة المرجعية لامتحان الكفائة باللغة العربية لجميع المرشحين للعمل في الدولة، والمجمع هو اليوم صاحب إذاعة تنطق باسمه، لكنها بحاجة لتجديد وتطوير وقوى شبابية برغم اهمية خطوة الانشاء التي قام بها رجال افاضل.
    المجمع يحتاج لفتح الباب لحوار عربي، كهيئة معرفية، تنعم برئيس منحاز للحرية، وفي دواخله ثائر منتم لوطنه ولعروبته، والمجمع يحتاج لادخال أعضاء من اصاحب القدرات والاستثمار بهم بغض النظر عن العمر.
    المجمع ليس سلطة كهنوت، بل سلطة معرفة، تقبل النقد وتحتفي به، وهو مظلة تشعرنا بالاحترام وأنّ في هذا الوطن فرصة عظيمة ممكنة دوماً إذا ما تهيئ لها قادة وليس موظفون.
    نعم قادة، ليدافعوا عن الرؤية والغاية، ويشكروا المحسن والمجد ويعاقبوا المخطئ، ويضعون الاهداف الممكنة امامهم، ويَبقون البحصة، دون وجل، في وجه دعاة الإصلاح الإداري المزعوم، وينثرون القول السليم دون تردد، فالوضوح في القضايا الوطنية هو السبيل للنجاة، وكل ذلك مشفوع بالقول الحسن والبيان السليم.
    المجمع بحاجة لدعم وطني كي يطوّر كل انظمته وقوانينه وقد رست سفينته اليوم على شاطئ الأمان وبلغت منازل الانجاز والتقدم، ولكي تعود للابحار لابدّ من عمل الكثير، والكثير هذا، هو ما وعد به صيداً ثميناً من أعماق بحار اللغة، رئيس المجمع الدكتور خالد الكركي بعد نيل المجمع وسام الاستقلال من الدرجة الأولى. فألف مبروك للاردنيين وقيادتهم ولمنسوبي مجمع اللغة العربية هذا الانجاز، وهذه الحركة الموّارة في ردهات المؤسسة.





    [29-05-2019 09:11 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع