الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    عندما يتحول البلد إلى "ثقب أسود"؟!

    الخروج من البلد "أسمى أمانينا" ... هذا شعار المرحلة (القاتمة) التي يعيشها معظم الشباب! تخيل يا رعاك الله أن (الوطن) أصبح المكان الذي يحاول الجميع الهروب منه! معظم هؤلاء اليائسين يبحثون عن (ربع) فرصة في محاولة "للتفلت" من هذا الواقع كما تحاول الأجرام السماوية التفلت من (جاذبية) الثقب الأسود الهائلة!

    لا يهم إلى أين حتى لو كانت "التأشيرة" إلى جمهورية (المجهول) العظمى، أو إلى (خليج) لم يتبق منه سوى (الرطوبة والحر)! القبلة تحولت إلى مكاتب (الهجرة) التي تبيع (الهواء) وتقبض ثمنه سلفا من جيوب هؤلاء اللاهثين الذين باعوا ورهنوا واستدانوا في سعيهم اليائس نحو (السراب) والنتيجة الحتمية اسما جديدا على قوائم المطلوبين للتنفيذ القضائي.

    البلد تتحول تدريجيا إلى (كتلة) ضخمة من (اليأس) بسبب تراكم (الفساد) و(الفقر) و(انعدام الفرص)! كتلة كثيفة تسحق في داخلها كل محاولة إصلاح وتدفن (الأمل) في مهده! كثير من الشباب أصبح لديهم (عقدة) من البلد وكأنهم فقط يريدون الهروب من أجل الهروب! هناك جيل جديد من الشباب لم تفلح جميع محاولاته في محاولة إيجاد حياة كريمة ومطمئنة في ظل واقع اقتصادي لا يبشر بخير بل ويزيد المخاوف ويغذي القلق في نفوس هذا الجيل المرهق! بعضهم أصبحت لديه قناعة راسخة أنه مصاب ب(لعنة) الوجود في هذا الواقع المظلم وأن هذه اللعنة لن تزول إلا إذا وجد نفسه في بقعة أخرى من هذا الكوكب حتى لو كانت جزيرة معزولة على أطراف الأرض!

    القادم لا يبشر بخير، و(التفاؤل) في طيات هذا الواقع ترف في غير وقته لأن (مكتوب) المستقبل يقرأ من عنوانه (الحاضر)! أخطر داء يمكن أن يصاب به أي مجتمع يكمن في أن يتحول مصدر قوته - وهم الشباب- إلى مجموعة من (فاقدي الأمل) وبالتالي يصبحون نقطة ضعفه، عندها يصبح المجتمع (هشا) وقابل للكسر بسهولة وعند أي (هزة).

    الموضوع ليس تشاؤما ولا (تضخيما) لما يجري على الأرض، خذ جولة في أي مكان في البلد وتفحص وجوه الناس وتحدث معهم ستجد أن (الإحباط) هو سيد الموقف وأن مؤشر اليأس قد ارتفع لمستويات قياسية.

    علينا أن نخاف من المستقبل القريب لأن جميع المقدمات تؤشر على ذلك! التراكمات تزداد والمبشرات تتلاشى والثقب الأسود يزداد حجما وفي طريقه لابتلاع ما تبقى من تفاؤل وأمل. الجرس معلق منذ زمن وأصوات القرع على جدران (الخزان) لم تتوقف... الكرة الآن في ملعب الذين بيدهم القدرة على الفعل الحقيقي قبل أن تنطلق صافرة النهاية.





    [27-05-2019 11:27 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع