الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    المحللون والمتشدقون السياسيون وغيرهم

    نلاحظ كلما تمر المنطقة التي نحن جزء منها في مرحلة صعبة (عسكرية أو إقتصادية أو دبلوماسية، أو عاصفة ثلجية أو ... إلخ) تقوم بعض الفضائيات وبعض القنوات الفضائية بإستضافة بعض الشخصيات التي كانت في مكان مسؤولية سابقة أو ربما على رأس عملها وفق إختصاصها في برامج لنقاش المرحلة المعنية. والذي نلاحظه أن كثيراً مما يقال في النقاش لا يستند إلى أدلة ووثائق دقيقة وصحيحة ولا خبرات حقيقية وإنما كما قيل وكما قال فلان وعلان وكما نشر فلان وعلاَّن. والسبب في ذلك يعود إلى عدم الإلمام بالتفاصيل الصحيحة لما حدث من أحداث سابقة وعدم الإلمام بحقائق ما يحدث على أرض الواقع حاضراً وبشكل محدث ومتابع على مدار الساعة واليوم. فنرجوا من كل من يطلب منه أن يشارك في أي برنامج تلفزيوني أو على قناة فضائية حول أي قضية أن لا يشارك إلا إذا كان على ثقة تامه مما لديه من معلومات موثقة ودقيقة وتفيد كل من يسمعه. ولا داعي للبعض أن يضع واسطات من أجل الظهور على التلفاز أو أي قناة فضائية من أجل الظهور فقط والحديث بكلام ليس له أي قيمه عند المستمعين وربما عامة الناس عندهم المقدرة أن يقولوه ويتحدثوا فيه. الناس ملَّت وزهقت ... كثيراً من الوجوه التي يتكرر ظهورها في برامج على التلفزيون وعلى بعض القنوات الفضائية.

    وللأمانة نحن العرب لا نملك من المعلومات الحقيقية عما يدور حولنا في منطقتنا والإقليم والعالم ما يمكننا من إتخاذ الإجراءات الوقائية. ولماذا نضع أنفسنا في أمكنة مش على مقاسنا؟، رحم الله إمرئٍ عرف قدر نفسه ووقف عند حده. والواقع المرير الذي نمر فيه أن الدول الأجنبية لا تطلعنا على أي حقائق وإنما يطلعونا على بعض ظواهر الأمور وليس حقائقها وتفاصيلها لأن هدفهم أن نبقى مضللين، جهلة، لا نستطيع إبداء الراي ولا حتى إتخاذ أي قرار فيه مصلحتنا أو حتى مصلحة غيرنا، إلا بموافقتهم وبإذنهم وبالقطارة. بإختصار يريدون أن نبقى تبعاُ لهم بكل أمر ونقول لهم دائماً حاضر أسيادنا. ولن يكون الإنسان سيد نفسه إلا عندما يستطيع أن يعتمد على نفسه وإمكاناته بكل إستقلالية ودون أن يكون تبعاً في ذلك لأي جهة أو دوله. ولا ندري متى سيكون ذلك؟!.

    فنحن مسؤولين وعامة شعب لدينا حب النفس وحب العظمة الكاذية وحب الظهور ولو جالسين على خوازيق ولا نتعلم من أخطائنا (لا نريد أن نتعلم من اخطائنا) لأننا لا نعترف بأخطائنا أولاً وبالتالي لا نتعلم منها. ونشاهد ان الناس في عالمنا العربي للأسف الشديد تتكرر أخطائهم مرَّات ومرَّات ولا يكلوا أو يملوا أو يقولون واه ا ... بتعلم من أخطاؤة ولماذا لا نتعلم نحن من اخطائنا؟. وكثيراً ممن يكتبون عن بعض الشخصيات الذين إستلموا مناصب عليا في الدولة يعتمدون على بعض ما كتبه المأجورين عن تاريخهم وليس معتمدين على حقائق ووثائق تاريخية موثقة وصحيحة. وكما قال المثل: على هامان يا فرعون؟ وهل أنت تعلم عن تاريخ عائلة وحياة الشخص أكثر من وثائق عائلته الرسمية وما يعرفه هو عن نفسه؟! مش معقول. وكما قال الرسول عليه الصلاة والسلام لأعز الناس على قلبه الصحابي معاذ إبن جبل : كف عليك هذا (مشيراً إلى لسانه)، قال معاذ: أونحاسب على ما نقول يا رسول اهشا، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ثكلتك أمك يا معاذ أو يسحب الناس أو يجروا على مناخرهم ووجوههم يوم القيامة إلا من حصاد السنتهم.





    [24-05-2019 09:46 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع