الرئيسية أحداث البرلمان

شارك من خلال الواتس اب
    النائب أندريه حواري يكتب: عندما يضع فيصل الفايز النقاط على الحروف
    أرشيفية

    أحداث اليوم - النائب أندريه الحواري - لم أشعر بالفخر و "سند الظهر" منذ فترة ليست بقصيرة الا عندما قرأت تصريحات دولة السيد فيصل الفايز رئيس مجلس الأعيان خلال رعايته الإفطار الرمضاني لجمعية العون الثقافية.

    تصفحتها وأعدت القراءة أكثر من مرة بتمعنٍ شديد، مردداً: أن هذا (النَفس) في رجال الدولة هو الذي نحتاجه اليوم، ولماذا تأخر من الآخرين، ولمصلحة من "تصغير كتافنا" في تقديم الدور الأردني وأهميته ؟

    تحدث الفايز بوضوح؛ "لم يعد مقبولاً أن يترك الأردن يواجه تحديات اقتصادية صعبة، بسبب ما يجري حولنا، وبسبب تحمله أعباء اللاجئين السوريين، نيابة عن أمتنا العربية والمجتمع الدولي".

    هذا الملف والذي قصّر الأردن في حق نفسه في تقديمه للعالم وللرأي العام المحلي، بل اكتفت الحكومات الأخيرة بالبكاء والعويل عليه دون تقديمه بحقائق رقميه واضحة، واستخدمته للتذرع به لرفع الأسعار على المواطن الأردني، دون البحث عن حلول أوسع من خلال طرحه بمسؤولياته على المجتمع الدولي، بل تحملناه لوحدنا ، وتحمل المواطن الأردني الضنك لأجل حسه القومي، بلا شكر أو تقدير، متحملاً الاعتقاد أن الأردن استفاد من ملف اللاجئين، بسبب عدم وجود دراسات حقيقية تقدم للرأيين العامين المحلي والدولي تشمل الاثار المباشرة وغير المباشرة.

    "قدرتنا على التحمل كبيرة وقوية، لكن إن اهتزت، فانها ستحرق كل من حولنا، فليدرك الجميع هذا قبل فوات الاوان" قرأت هذا التصريح من دولة الفايز، وشعرت بمرارة الجملة ، وقسوة الألم، على أنفسنا وعلى المواطن الاردني، وعلى ضعف اعلامنا الرسميّ، لماذا صمتنا طيلة هذه السنوات، لماذا لم نخرج بمثل هذه التصريحات؟ ماذا كنا ننتظر ؟ نعم دولة الرئيس؛ قدرتنا فاقت كل الاحتمالات، وأثبت المواطن الأردني صبره، وتمسكه بوطنه وتفهمه الضغوط ، ونعم دولة الرئيس؛ ان اهتزت قدرتنا ستحرق كل من حولنا، ومن لا يعلم أهمية الموقع الجيوسياسي للأردن فهو اما احمق أو جاهل .. أو منكر .. ومن يجهل أهمية صبر الأردنيين في السنوات السابقة فهو إما جاحد أو جاهل.

    إن ثبات الموقف الاردني اليوم ، هو ثبات للقضية الفلسطينية ، قضية العرب الاولى، والتي من الاصل ان تكون الوحيدة أيضا، والتي تخلى عنها الجميع باستثناء الأردن، ممثلا بقيادته الهاشمية، صاحبه الولاية والشرعية ، " فمواقف جلالة مليكنا المفدى، تمثل ضمير كل مواطنٍ عربي حرٍ شريف "

    اليوم ، الموقف الأردني الثابت بثوابته، يحتاج الدعم للصمود، لا التخلي عنه، أو تركه وحيدا يواجه تحديات اقتصادية صعبة، ولا اريد أن أذهب بالقول انها مفتعلة أو مقصودة، ولكن من الواضح أن ال "كلا " الهاشمية أربكت كل من أراد ان يبيع ويشتري في الأرض الفلسطينية، وكشفت للعالم أن صفقة القرن خيانة عظمى، وليست حلاً نهائياً.

    نعم دولة الرئيس اننا بحاجة اليوم إلى رصّ الصفوف، لتبقى جبهتنا الوطنية الداخلية، منيعة حصينة، عصية على الاختراق، وليبقى الأردن، وطن العزّ والشموخ، وواحة للأمن والاستقرار، فقوتنا بوحدتنا، والتفافنا خلف الراية الهاشمية، راية جلالة الملك عبدالله الثاني سبط نبي الهدى والرحمة، فمليكنا هو سر قوتنا، وهو الحامي لهويتنا الوطنية الجامعة، وعرشنا الهاشمي المفدى، هو رمزنا وعنوان عزتنا وشموخنا".

    هذه الرسالة التي على الجميع ان يعيها، أردنيين من مختلف الأصول والمنابت، من مختلف الأفكار والايدلوجيات السياسية، ومن أراد أن يغرد خارج السرب، ويخرج عن الاجماع الوطني، فليكشف أمام الجميع، بلا رحمة؛ فصدورنا لم تعد تحتمل المشككين أو المزاودين.

    دولة الرئيس؛ كلي فخر وانا اقرأ بما تحدثت، وانا أعيد الى نفسي الثقة بالموقف الأردني ، وبوجود رجالات دولة صادقين ثابتين على مواقفهم منسجمين مع ذاتهم، لا متقلبين اينما مالت الرياح والأهواء، أردنيين صادقين مع وطنهم ومليكهم، يعرفون أين الخطر وأين الحلّ، وأين تكمن الهوية الوطنية الجامعة.





    [23-05-2019 01:27 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع