أحداث اليوم -

شفاء القضاة - عادت المحرقة اليهوديّة "الهولوكوست" للساحةِ الإعلاميَّةِ ومنابر التواصل الاجتماعيِّ مرةً أُخرى، إثر توقيف قناة "الجزيرة" القطرية اثنين من صحافييها عن العمل على خلفية إنتاج مقطع مصور عن المحرقة إنتاج قناة +AJ عربي قالت إنه "خالف المعايير والضوابط التحريرية" لشبكة الجزيرة الإعلامية.

إيقاف الصحفيين حَرَكَ رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" - على اختلاف جنسياتهم -؛ لانتقاد ما قامت به القناة ومستذكرينَ بثها للانتفاضة الأولى وموقفها منها، الأمر الذي بدا صادمًا لكثيرين، خاصةً وبعد أن اعتبروهُ رضوخًا للعدو الصهيوني، "أحداث اليوم" رصدت أبرز التعليقات حول الموضوع.

ونشرت قناة "i24 الإسرائيلية"، أن "الجزيرة قامت بحذف الفيديو، بعد أن ردت وزارة الخارجية الإسرائيلية عبر حسابها على فيس بوك، على مقطع الفيديو".

قال أنس غنايم إن "الهجوم على منى حوا له شقين: الأول معرفيّ متعلق بطبيعة المادة التي قدّمتها، وهذا مأنوس ومفهوم، الآخر سايكولوجيّ يتذرّع بالمشكل المعرفي ليطلق هواجسه، ومخبوءاته تجاه الفتاة، وهذا مأنوس ومفهوم أيضًا -على الأقل كما تخبرنا دراسات المشاهير وعبادتهم (CWS) في علم النفس-".

وتابع "يعيش النجوم، والمشاهير، وأنصاف المشاهير في عالم آخر تمامًا؛ مباين لعالمنا، عالم يجعل حياتنا تبدو مملّة بشكل مخيف بالمقارنة، لأجل ذلك يعمل سقوط النجوم، والمشاهير، وأنصاف المشاهير على تنشيط أنظمتنا التحفيزيّة: (الحمد لله، ما زالت الحياة كما نعرفها ..هزائم، خسارات، وفشل!)".

وأكد إبراهيم قشطة أن "اعتذار الجزيرة وسحب تقرير حقيقة الهولوكوست من كل المنصات التي تتبع لها بعد بيان الخارجية الإسرائيلية ما هو إلا إنطباح وخضوع للاحتلال! كل الاحترام لمنى حوا والخزي والعار لقناة الجزيرة".

ولفتت تيا أُسامة إلى أن "ذلك كان متوقعًا رغم تنويه منى حوا على حسابها في الانستغرام على ضرورة البحث اكثر في الموضوع وان اي مادة منشورة ماهي الا شرارة لبداية البحث والتقصي الذاتي حول الموضوع المنشور على الشبكة، للأسف خسارة كبيرة ل AJ+ فقدان موهبة كموهبة منى حوا".

وتساءل ياسر معادات عن "المشكلة في فيديو منى حوا حول الهولوكوست والتي تستدعي من الجزيرة حذف الفيديو والاعتذار عن محتواه؟!".

وأضاف أن "وجهة النظر الموجودة في الفيديو سبق أن اعتنق لها مفكرون كروجيه غارودي وعبد الوهاب المسيري، وحتى زيغمونت باومان "جزئيا"، هل سنت قطر قوانين تعاقب انكار الهولوكوست "في نسخته الغربية الصهيونية" وتعده معاداة للساميّة كما في فرنسا مثلا؟! حتى في فرنسا وغيرها من معتنقي الرواية الصهيونية للهولوكوست لا يملك أحد مصادرة المنتج الفكري الذي يتناول المحرقة من زوايا مخالفة، لتقوم القناة القطرية بهذه الفعلة المتماهية مع القراءة "التوظيفية" الصهيونية للتاريخ!".

وعلقت إسلام كمال "رغم إني ما بحب منى حوا وبحس إنها مزيفة من انطلاقها بقضايا الأندلس الفاضية، بس إيقافها عن العمل من الجزيرة بسبب هالفيديو بحجة إنه ما بوافق المعايير التحريرية، بأكد تملص الجزيرة من مسؤولياتها وحطها براس الصغار ، عفوا وين كانت ديمة الخطيب لمؤاخذة لما تم إنتاج الفيديو وعرضه ؟".

واستغربت أنه "بعدين طرح معادي للسامية! ، ما حنا آرنت اليهودية ذاتها حكت إنه الصهيونية تقع في فخ النازية وترتكب أخطاءها، وتم تصنيف آرنت إلي هي إحدى الناشطات بالصهيونية "الأولى" أنها معادية للسامية فيما بعد، قولوا طرح مش دقيق بستوعب، بس معادي للسامية؟!".

ونشرت شبكة الجزيرة في بيانٍ لها أن خدمتها الرقمية (إيه جاي بلس) "اتّخذت إجراءات إدارية تأديبية" بحق صحفيين وحذفت "الفيديو المذكور والمنشورات المرافقة له من كل حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فور ملاحظة أن محتواه يتعارض مع معايير القناة المهنية".

وقال المدير التنفيذي للقطاع الرقمي بالشبكة الدكتور ياسر بشر، إن "المقطع المصور تضمن إساءة واضحة وإن الشبكة تتبرأ منه ولا تقبل بنشر مثل هذا المحتوى على منصاتها وقنواتها الرقمية". وأعلن في رسالة داخلية عن "برنامج تدريبي إلزامي يعزز الوعي بحساسية بعض القضايا لدى منتجي المحتوى الرقمي للشبكة"، بحسب بيان الشبكة.

من جانبها، وأوضحت مديرة القنوات الرقمية التابعة للشبكة ديمة الخطيب، أنه "تم إنتاج الفيديو من دون الإشراف التحريري اللازم"، وأضافت أنه "تتم مراجعة ضوابط الإنتاج والنشر لضمان عدم خروج أي مادة عن المسار المعتمد في أي ظرف كان".

ويشير الفيديو إلى أن الاضطهاد الممنهج لم يقتصر على اليهود، لكن بسبب امتلاكهم "موارد مالية" وقدرتهم على الوصول إلى "مؤسسات إعلامية" تمكّنوا من "تسليط الضوء" على معاناتهم.

وذكرت وزارة الخارجية "الإسرائيلية" أن التقرير عرض كيفية استفادة إسرائيل من "الهولوكوست" في الحصول على مليارات من ألمانيا من أجل إقامة دولة إسرائيل، وعمل على التقليل من آثار المحرقة.

[20-05-2019 03:15 PM]