الرئيسية تقارير

شارك من خلال الواتس اب
    الإخوان داخل القصر .. واليسار يرفض إنهاء القطيعة
    لقاء الملك عبدالله الثاني مع كتلة الإصلاح النيابية

    أحداث اليوم -

    محمود الشرعان - خطوات متسارعة، تقودها الحركة الإسلامية (جماعة الإخوان المسلمين، والذراع السياسي لها حزب جبهة العمل الإسلامي)، نحو النظام تارة، ونحو الأحزاب اليسارية والقومية تارةً أخرى، بعد سنوات من القطيعة.

    الإخوان عانوا بعد سنوات المعارضة في الشارع، من المضايقات الأمنية التي امتدت لسحب مقراتهم، لتصل للمقر العام، ومحاولةٍ رسميةٍ لخلق جماعة جديدة باءت بالفشل، فدخلوا نفقًا مظلمًا في علاقتهم مع القصر.

    تقارب رسمي إخواني

    فتور العلاقة بين القصر والجماعة لم تصل إلى حد وضعها على قائمة الإرهاب رغم الإملاءات الخارجية (الخليجية) لذلك، إلا أنها كانت بأسوأ مراحلها عبر تاريخ الجماعة داخل المملكة، إذ أن اللقاء اليتيم الذي جمع الملك بالجماعة كان العام 2011، ليعود مجددًا مؤخرًا في لقاء لكتلة الإصلاح الممثلة للإخوان في مجلس النواب.

    اللقاء الأخير تطرق إلى طبيعة العلاقة بين النظام والجماعة، إذ أكد نواب الكتلة وقوفهم خلف الملك عبدالله الثاني بموقفه تجاه القضية الفلسطينية، وشددوا على أن الجماعة كانت وما زالت في صف الوطن، ومكونًا أساسيًّا من مكوناته، الأمر الذي قوبل بالترحيب من جهة الملك، دون وجود نقاطٍ متوترة نحو ما طرح على الطاولة، حسب حديث النائب ديمة طهبوب. 

    وقبل اللقاء وجهت الجماعة رسالة غزل للقصر، تؤكد أهمية موقف النظام من صفقة القرن، وهو ما يحاول الإخوان الحديث عنه بشكلٍ مكثفٍ مؤخرًا.

    قطيعة مستمرة

    على عكس  التقارب الرسمي الإخواني الواسع، تبدو العلاقة متشابكة بين الإخوان واليسار، إذ رغم إعلان حزب جبهة العمل الإسلامي، انتهاء القطيعة مع الأحزاب اليسارية والقومية، إلا أنها باقية ومستمرة في الاتجاه الآخر.

    العلاقة المقطوعة منذ ثمانية أعوام، لم يشفع لها دعوة الحركة الإسلامية، إذ رفضت لجنة التنسيق العليا للمعارضة، المكونة من ستة أحزاب (يسارية وقومية) قبول الدعوة لعدم وجود ظروف سياسية مناسبة تفتح الطريق لإنهاء الخلاف السياسي، بحسب ما كشفته مصادر حزبية لـ"أحداث اليوم".

    إنهاء القطيعة اعلن عنها الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة، على أساس التوحد ببرنامج وطني لمواجهة التحديات الداخلية والتهديدات الخارجية التي يتعرض لها الأردن، و"في مقدمتها المشروع الصهيوني وصفقة القرن"، وفق قوله.

    ويكشف العضايلة لـ"أحداث اليوم"، عن لقاءات مستمرة يقوم بها الحزب مع أحزاب وشخصيات وطنية ضمن "المبادرة السياسية الوطنية" التي طرحها، بما فيها الأحزاب اليسارية والقومية وائتلاف أحزاب المعارضة.

    ويوضح الأمين العام أنهم مستعدون لتقديم التفسيرات والإيضاحات حول أغلب مواقفهم، إذ من حق الوطنيّ أن يفهم مواقف حزب جبهة العمل الإسلامي والحركة الإسلاميّة.

    أسباب القطيعة

    القطيعة التي بدأت مع الثورة السورية عمقت الخلاف الداخلي بين الحركة الإسلامية والأحزاب اليسارية، ثم جاءت الثورة المصرية لتزيد حدة الخلاف، وبدأ أثره واضحا على الشارع الأردني، الذي عاش الانقسام بين أحزاب المعارضة.

    علاقة الحركة الإسلامية والأحزاب اليسارية في الأردن، نشأت عام 1994 عبر لجنة التنسيق العليا للمعارضة الأردنية، والتي ضمت أكبر أحزاب المعارضة، بيد أن التباينات السياسية الداخلية كانت واضحة بين القوى الحزبية.

    ومع بداية الازمة السورية العام 2011، انقسمت المعارضة وألقت بظلالها على الشارع الأدرني الذي بدوره انقسم حتى في معارضته سياسة حكوماته، إذ كانت تنطلق مسيرتان منفصلتان في وسط البلد بالعاصمة عمان، واحدة للإسلاميين والأخرى لقوى اليسارية والقومية، رغم أنهما يحملان نفس الشعارات.

    الأبواب مغلقة

    من جهته، يرى الناطق باسم لجنة التنسيق العليا للمعارضة أمين عام الحزب الشيوعي فرج طميزي أن الأسباب التي أدت إلى القطيعة لازالت قائمة، خاصة في التباينات بالوضع الداخلي السياسي والاقتصادي، إضافة إلى الخلافات الإقليمية المستمرة، وأبرزها الأزمة السورية.

    ويقول طميزي لـ"أحداث اليوم" إن لجنة تنسيق أحزاب المعارضة، هي التي اتخذت قرارًا بعزل حزب جبهة العمل الإسلامي وليس الحزب من اتخذه، و"إعلان انتهاء القطيعة لا يمكن أن يصدر عنه، بل عن اللجنة نفسها.

    وتطالب الأحزاب اليسارية والقومية إيضاحات سياسية لمواقف الحركة الإسلامية تجاه قضايا محلية وإقيليمة، فيما ترد الحركة بإنها قدمت مراجعات فكرية وسياسية للكثير من الملفات الداخلية، وقد تكون دعوة العضايلة بإنهاء القطيعة معهم جزءا من "المبادرة السياسية الوطنية".

    وكانت الحركة الإسلامية أعلنت في بداية نيسان/إبريل عن إطلاق "المبادرة السياسية الوطنية" وتتضمن مقترحات عدة، في مقدمتها تعديلات دستورية، إضافة إلى أنها تهدف إلى فتح حوار جامع ترعاه حكومة إجماع وطني ويسهم في حل الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

    وفي السياق ذاته، يؤكد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين عبدالحميد الذنيبات لـ"أحداث اليوم" أن خطوات الحركة الإسلامية الحالية جاءت بعد مراجعات كبيرة، وهي بمثابة إعادة تموضع لعلاقتها مع كافة الأطياف السياسية.

    ويرى الذنيبات أنه كان لابد من تلك المراجعات في ظل الظروف الإقليمية والدولية المتغيرة، خاصة بوجود تداعيات لإنهاء ملف القضية الفلسطينية، مما يحتاج لتمكين الجبهة الداخلية.

    في موازة انفتاح الحركة الإسلامية التي تحاول تجاوز المعيقات الإقليمية مع الأحزاب اليسارية والقومية لإنجاح المبادرة السياسية، غير أن الأبواب بالاتجاه الآخر مغلقة تماما، بعد إتساع الخلاف بين الطرفين محليا وإقليميا.





    [29-04-2019 08:23 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع