الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    حاسة التذوق

    قال الله تعالى في كتابه العزيز ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (التين: 4)). نعم، خلق الله لنا أعين إثنتين وآذان إثنتين ومنخارين إثنين في أنفنا وجبهة عريضة عرض أربعة أصابع اليد ... إلخ. وزودنا بأرقى أجهزة وسائل الإتصال المرئية والمسموعة والمحسوسة اللاسلكية. كما زودنا بالعقل الكبير المتميز عن دون خلقه ولهذا نحن أرقى المخلوقات من بين مخلوقاته جميعاً. وعلاوة على ذلك سخَّر لنا كل ما خلق في السموات والأرض ومن فيهن ... إلخ. وكيف لا؟! ونحن خلائفه في الأرض من بعد سيدنا آدم عليه السلام (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (البقرة: 30)).

    في هذا المقال أريد أن أركز على نعمة واحدة من نعمه علينا وهي نعمة التذوق، فأعطانا الله نعمة تذوق الحلو والدلع والمالح والمر والحامض ... إلخ. حتى نتذوق الطعام بكل انواعه ونستسيغ طعمه. وكذلك نتذوق الفواكه بكل نكهاتها وطعمها. ونحمد الله على ما رزقنا من مختلف أنواع والوان الخضار والفواكه وغيرها وبالفعل من نعمه التي لا تعد و لاتحصى عندما قال (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (النحل: 18)). وقال تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (فاطر: 27)).

    فنتساءل لو تعطلت حاسة التذوق عند أي شخص؟! فكيف سيتذوق طعم الطعام بأنواعه المختلفة ويستسيغه؟ و كيف كذلك سيتذوق طعم المشروبات الساخنه والباردة بأنواعها ونكهاتها المختلفة (الشاي بالنعناع أو الميرمية أو الزعتر وكذلك العصاير ... إلخ)؟ ولو كان عند أحد الناس مرض السكري فكيف له أن يتذوق الطعام؟ ويتجنب أكل الحلويات؟ وأي طعام حلو؟. ولو كان عند أحد الناس مرض الضغط؟ فكيف له أن يتذوق الطعام؟ ويتجنب المالح؟. فكيف لو كان عند الشخص المرضين معاً السكري والضغط فكيف ستكون حياته بدون حاسة التذوق؟. فلربما يعرض نفسه لأكل الحلو أو المالح بشكل كبير دون أن يشعر ويلحق الهلاك بنفسه، يا سبحان الله. وهذه نعمه واحده فقط فكيف ونعم الحواس كلها التي زودنا الله بها. فلنشكر الله ونذكره ونحمده بكرةً وأصيلاً على نعمه التي لا تعد ولا تحصى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (الأحزاب: 41 و 42)).





    [25-04-2019 08:03 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع