الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الأردن في أجندة نتنیاهو الخامسة

    علینا أن نقرأ منذ ھذه الأیام تطورات العلاقة الأردنیة الإسرائیلیة، بطریقة مختلفة أمام عودة نتنیاھو إلى الحكومة، وتشكیله الحكومة الخامسة عما قریب.

    من حیث المبدأ، قد یظن كثیرون، ان العلاقة لن تتعرض لتغیرات جوھریة، إذ إن نتنیاھو موجود في الحكومة، رئیسا، منذ فترة طویلة، فلماذا ستتعرض ھذه العلاقات إلى تغیرات مختلفة، في ظل الرئاسة الخامسة لنتنیاھو لحكومة الاحتلال؟

    قبیل الانتخابات الإسرائیلیة، تعرضت العلاقات إلى تطورات كبیرة وربما الحكومة الإسرائیلیة، أمام ملف الانتخابات، وملف غزة، وملف القدس والجولان، لم تكن تعتبر أن إدارة العلاقة مع الأردن، تشكل أولویة أولى بقدر إدارة بقیة الملفات، لكن الحكومة الإسرائیلیة الیوم، تتجھ إلى فترة جدیدة، برئاسة نتنیاھو، بما یعني أن ھناك ملفات معلقة، جزئیا، سوف تعود إلى واجھة الأحداث، بشكل واضح.

    أبرز ھذه الملفات، اتفاقیة الباقورة والغمر، التي أبلغ الأردن الإسرائیلیین عدم نیته تجدیدھا، ولم تقدم الحكومة في عمان أي تحدیثات حول ھذا الملف، إذ على ما یبدو ھناك تجنب واضح لوضع الرأي العام في الأردن في صورة المستجدات، مع الكلام القدیم حول وجود اتصالات أردنیة إسرائیلیة، ومفاوضات حول ھذه القضیة، ومنذ ذلك الوقت لم یتم ابلاغ الرأي العام بأي مستجدات.

    یضاف إلى ذلك ملف الغاز الفلسطیني المنھوب إسرائیلیا، وكلنا كان یتابع الحملة السیاسیة الكبیرة ضد إسرائیل في الأردن، في الإعلام والبرلمان، ومن جانب جھات عدة، ومنسوب التصعید السیاسي، في ظل قراءات غامضة للمشھد، خصوصا ان ھذا التصعید كان یترافق مع مواصلة عملیات مد أنبوب الغاز، ودفع التعویضات في الأراضي التي یمر عبرھا الخط، ثم عدم تحدیث الحكومة الحالیة للمعلومات حول الموقف من الاتفاقیة، وسؤال المحكمة الدستوریة، ولماذا بات ھذا الملف، یتجھ بكل تفاصیله نحو.

    مرحلة التبرید، بدلا من استمرار التصعید الذي شھدناه، ومن حقنا ھنا، ان نفھم الذي یجري حصراً ملف التسویة السیاسیة في فلسطین، او ما یعرف بصفقة القرن ملف خطیر، واذا كان الأمیركیون كل فترة یجددون موعد الإعلان عن الصفقة، ویؤخرونھا، شھرا أو شھرین، فإن الموقف الداخلي الأردني منھا لیس سھلا، على المستوى الرسمي والشعبي، من حیث إعلان رفضھا، خصوصا ان الكل یدرك انھا صفقة اقتصادیة، لھا تداعیات تتعلق بوضع الحدود واللاجئین والقدس، وتعني شطبا لمشروع قیام الدولة الفلسطینیة، وتحویل الفلسطینیین في الداخل إلى مجرد تجمعات سكانیة مفتوحة على الفراغ، او تحت مظلة سلطة إداریة سیاسیة، أو حتى باحثة عن حاضنة سیاسیة، فوق توطین الفلسطینیین خارج فلسطین، وھذا الملف بالذات، إضافة الى ملف الغاز الفلسطیني، وملف اتفاقیة الباقورة والغمر، ملف حساس، وھي ملفات ستكون حاضرة على مستوى العلاقات الأردنیة الإسرائیلیة، في ظل حكومة نتنیاھو الخامسة.

    ھذه نماذج من الملفات الأكثر أھمیة، وھناك ملفات أخرى، ولا یمكن ھنا إلا أن نؤشر على أمرین مھمین، على صعید العلاقة بین
    الأردن وإسرائیل، أولھما التأثیر الأمیركي على المنطقة، ومدى قدرة الأردن، أساسا، على صد التدخل الأمیركي وضغط واشنطن،
    بما یحدد سقوف التصعید أحیانا، فیما الأمر الثاني یرتبط بالمعادلة الإقلیمیة في المنطقة، ونحن نرى كیف ان الھشاشة تضرب كل
    دول الإقلیم، والأزمات تستحكم في كل مكان، فوق غیاب التنسیق الفعال، وتفشي المشاریع الإقلیمیة والدولیة في العالم العربي،

    وارتھان المنطقة، لإرادات خارجیة، بما یجعل السؤال حول وجود حلفاء للأردن یمكن الركون الیھم، سؤالا منطقیا، خصوصا في ظل التحولات التي تشھدھا الملفات الأكثر حساسیة ھذه الأیام.

    علاقات نتنیاھو بالأردن، تاریخیا، لم تكن علاقات جیدة، والشكوك والكراھیة المبطنة والطعن في الظلام، سمات سائدة دون إعلان
    رسمي، وعلینا أن نقف بكل صراحة امام الواقع الجدید، في كیان الاحتلال، وعودة نتنیاھو إلى حكومة خامسة، ذات اجندة مختلفة ھذه المرة، وھي على الأغلب اجندة لن تتجنب الأردن كثیرا، ولن تقف عند حساسیاته وحساباته، سواء عند الملفات الثلاثة السابقة،
    أو ملف القدس الحاضر دوما، أو حتى بقیة الملفات التي قد تستجد بما یثیر الخیال السیاسي حول سیناریوھات العلاقة خلال الفترة
    المقبلة، وقدرة الأردن على إدارة ھذا الملف، بكل مخاطره.





    [20-04-2019 09:42 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع