الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    العدل عند الأجانب تطبيق للإسلام

    بعد أن يقيم بعضنا في الدول الأجنبية بعض الوقت ومن ثم يعود للوطن، يروي لنا قصصاً كثيرة وعديدة عن عدل الأجانب في حقوق الناس المقيمين عندهم وبين بعضهم البعض. وعن القانون كيف هو مطبق على الجميع ولا أحد فوق القانون. حتى لو كان القاضي ينظر في قضية أمامه تخص والديه أو الأقربون. ونعود مندهشين لما عند الدول الأجنبية من النظام والعدل وإحقاق الحق وسواسية المعاملة بين الناس أجمعين ... إلخ. نتساءل من أين حصل الغرب على كل ذلك؟ فإذا ما درسنا تاريخهم وكيف كانوا يعيشون في ظلام دامس من الفوضى والظلم وهضم الحقوق والقتال والجهل ... إلخ. وكيف إنتقلوا من تلك العصور المظلمة القاتمة إلى عصور النور والعدل والمساواة والعلم والتقدم والإزدهار؟. وكما ذكرنا في مقالات لنا سابقاً أن الأجانب أرسلوا فتياتهم وفتيانهم لتلقي كل أنواع العلوم والثقافة والحضارة من الدول الإسلامية وهي في أوجها. وبنوا على تلك العلوم وأصبحوا في القمم. ونحن أهملنا حضارتنا وعلومنا وإبتعدنا عن ديننا وتطبيقه عملياُ مما جعلنا في آخر الأمم.

    وللعلم أن بعض العلماء والمفكرين والمثقفين عند الأجانب يعلمون ما يوجد في كتابنا العزيز القرآن الكريم ويستفيدون منه بإستمرار حتى يومنا الحاضر. ونحن نقول: الأجانب يقولون كذا وكذا ويفعلون كذا وكذا ولا نقول: المسلمون كانوا كذا وكذا وفعلوا كذا وكذا ووضعوا أسس العلوم جميعها ... إلخ. فدعوني أضرب لكم مثلاً كيف وصل الأجانب إلى العدل المطلق في محاكمهم وفي قضائهم في بلادهم. أتدرون أن أهم كليات الحقوق والمحاكم في العالم وخصوصاً في أمريكا في ولاية مساتشوستس - جامعة هارفارد في مدينة كامبريدج حفرت الأية رقم 135 من سورة النساء على حائط مدخلها لما فيها من العدل المطلق في القضاء.

    وهذا ما يطبقونه في قضائهم وهو ما أمر الله به في كتابه العزيز (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (النساء: 135)). وهذه الأية توضح تفاصيل الحكم العادل في القضاء حتى لو كان الحكم والشهادة على الوالدين والأقربين أو الفقراء والأغنياء.

    من أحق أن ينحت هذه الآية على مداخل كليات الحقوق والمحاكم عندهم؟ والأهم من ذلك تطبيق عملياً ما جاء بها من العدل المطلق من الله في القضاء وفي تعليم الحقوق لأبنائهم، المسلمين والعرب أم الأجانب؟ وغيرها من الآيات والأحاديث الصحيحة التي يطبقها الأجانب في حياتهم اليوميه وخصوصاً بما يتعلق بأجور العمال وحقوقهم ... إلخ. ألم يقل رسولنا عليه الصلاة والسلام: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه. لماذا لا نطبق هذا القول على العمال عندنا نحن المسلمين والعرب؟. ولكن نروي ونتشدق في قصص العدل عند الأجانب بالنسبة للأجور وكيف يتعاملون مع العمال والموظفين.





    [18-04-2019 08:26 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع