الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    ماذا ستحمل انتخابات الجامعة الأردنية من رسائل ودلالات؟
    أرشيفية

    أحداث اليوم - بعد 10 سنوات من الانتخابات الحرة:
    وهل ستأتي بأية مفاجآت ؟
    تشهد الجامعة الأردنية غداً الخميس 18-04-2018 الانتخابات العاشرة لاتحاد الطلبة بعد قرابة 10 سنوات من القرار المفصلي لرئيس الجامعة وقتئذ الدكتور خالد الكركي بإلغاء قانون التعيين المقيِّد للإرادة الطلابية – والذي كان يتم فيه تعيين نصف أعضاء المجلس ورئيسه من إدارة الجامعة-، والعودة لنظام الانتخابات الكاملة لجميع مقاعد الاتحاد، ليتم عقد أول انتخابات حرة بتاريخ 18-12-2008 شكّلت مجلساً فرزه الشارع الطلابي بشكل كامل، فاز على إثره تحالف الاتجاه الإسلامي والمستقلين بإدارة هيئته التنفيذية في تشكيلتها الأولى.

    انتخابات 2019 .. محطّة هامة للجميع
    تشكّل انتخابات هذا العام محطة هامّة لجميع الأطراف المتمثلة بإدارة الجامعة والتيارات الطلابية وعموم الطلبة، بالإضافة إلى صدى الانتخابات الذي يتمدد إلى المجتمع المحلي لما تشكَّله الجامعة من أهمية وثقل متعدد الأبعاد تاريخياً واجتماعياً وسياسياً.

    رئيس جديد.. خبرة عريقة..

    على صعيد إدارة الجامعة، ستكون هذه الانتخابات هي الأولى بعد تعيين الدكتور عبدالكريم القضاة رئيساً الجامعة منذ قرابة 8 شهور (أغسطس 2018)، وفي ذات الوقت، فإنه من اللافت للانتباه أن الرئيس الحالي كان رئيساً للجنة العليا للانتخابات في أول انتخابات جرت بعد إلغاء قانون التعيين آنف الذكر، وستشكِّل هذه الانتخابات حدثاً هاماً لإدارة الجامعة لتقديم انتخابات خالية من التجاوزات والمشاكل التي شهدت خفوتاً ملحوظاً في عامها الأخير، رغم أنها لم تختفِ تماماً إلا أن إدارات الجامعة نجحت في تخفيضها بشكل كبير على مدار السنوات الأخيرة.

    إجراءات جديدة.. تساؤلات وتخوُّفات

    وفقاً لمصادر طلابية فاعلة في الانتخابات الحالية، فإن هناك تخوُّفات من بعض الإجراءات التي تم اعتمادها أو يتم الحديث عنها والمرتبطة في عمليات التصويت والفرز وإعلان النتائج يوم الانتخابات، والتي –وفقاً للطلبة- تثير بعض التساؤلات والتخوُّف من أن تؤثر على نزاهة أو سلاسة العملية الانتخابية، حيث يشير الطلبة إلى ما يتم تداوله عن منع المندوبين أو وسائل الإعلام من حضور عملية الفرز النهائية وتجميع الأصوات، أو عدم فرز الصناديق في نفس مكان الاقتراع كما حدث في إحدى الكليات في الانتخابات السابقة، إلى جانب وضع شروط لتقييد حركة مندوبي الكتل وتحديدهم بأماكن محددة فقط.

    من جانب آخر، فإن هناك تخوفاً من أن يحدث هناك أخطاء تقنية في النظام الإلكتروني الذي تم استحداثه فيما يتعلق بمندوبي الكتل في صناديق الاقتراع والتي قد تربك العملية الانتخابية في يوم الانتخابات، خاصة في ظل ظهور بعض العيوب التقنية في النظام خلال عمليات تسجيل المندوبين.
    انتخابات الاختبارات

    أما على صعيد التيارات الطلابية، فإنه تشكِّل اختبارات متعددة الأشكال بالنسبة لها.
    أهل الهمة.. تحدي التعافي..

    ستشكِّل هذه الانتخابات محطّة هامًة في مسيرة كتلة "أهل الهمة" التي انطلقت مع بداية نظام القوائم عام 2013 – والتي يعمل تحت مظلتها التيار الإسلامي والعديد من الطلبة ذوو التوجهات الوطنية والمحافظة - ، فبعد سنوات من صدارة الكتل الطلابية -على صعيد عدد الأصوات على مستوى الجامعة-، تراجعت الكتلة للمركز الثاني في العامين الأخيرين، رغم أنها –وللمفارقة- احتفظت بقدرتها على تشكيل وإدارة الهيئة التنفيذية للاتحادات، وانطلاقاً من ذلك، ستكون هذه الانتخابات بمثابة اختبار لقدرة الكتلة على التعافي والانطلاق من جديد، حيث يشير رئيس الكتلة "زيد الخطيب" (نائب رئيس الاتحاد السابق) إلى أنها عملت على تطوير ذاتها وأدواتها في الفترة الأخيرة، وتبذل كوادرها اليوم جهداً ميدانياً وإعلامياً بطاقتها القصوى لتتقدّم من جديد بعد رصيد كبير من الإنجازات التي قدمتها في إدارتها لاتحاد الطلبة الأخير، وما تراكم لها من إنجازات تاريخية على مدار السنوات.
    النشامى.. تحدّي الصدارة
    أما بالنسبة لكتلة النشامى -والتي تُعتبر في نظر المراقبين امتداداً للتيار المعروف تاريخياً باسم "وطن" والمحسوب على الجانب الرسمي أو الأقرب للحكومة وأجهزتها وإن كانت النشامى تنفي ذلك-، فبعد حصولها على أعلى عدد من الأصوات في الانتخابات السابقة -والتي سبقتها - على مستوى قوائم الجامعة، فإن هذه الانتخابات تشكِّل لها اختباراً مهمّا في قدرتها على المحافظة على المكانة التي حصدتها في الانتخابات السابقة، خاصة في ظل عدم قدرتها على الفوز بتشكيل الهيئة الإدارية لاتحاد الطلبة في حينه.
    من جانب آخر، فإنه ووفقاً لمصادر طلابية، قد تواجه النشامى تحدياً فيما يتعلق بحجم الإنجازات التي قدمتها للشارع الطلابي في العام المنصرم عند مقارنته مع ما قدمته منافستها الرئيسية "أهل الهمة" وما حققه الاتحاد من إنجازات تُحسب لأهل الهمة كشريكة في إدارته، وما رافقه ذلك من أداء ميداني وإعلامي أفضل من ذي قبل.
    من جانب آخر، فإن كتلة "النشامى" تواجه تحدياً جديداً قد يحمل في جعبته مفاجآت انتخابية غير متوقعة، لا يُمكن التنبؤ بأثره سلباً أو إيجاباً، وهو ظهور كتلة جديدة تتقاطع معها في طرحها وبرامجها وقاعدتها الانتخابية، وهو ظهور قائمة "الكرامة".
    اللاعب الجديد: الكرامة .. تحدي الإثبات
    من دلالات الاسم المرتبطة بمعركة وطنية تاريخية لها رمزيتها، إلى خطابها الوطني المستقل، تظهر قائمة الكرامة كفاعل جديد على الساحة الطلابية عموماً، وفي المربع المحسوب على القوائم الوطنية بشكل خاص، مع تقديم خطاب يُركّز على إلى جانب البُعد الوطني – على جانب الحريات والحقوق والعمل السياسي، وهي جوانب كانت تميِّز بعض الكتل عن بعضها البعض (على سبيل المثال، في الاعتصام المفتوح الذي أسقط قرار رفع الرسوم الجامعية، ابتعدت كتلة مثل "النشامى" عن الانخراط فيه ودعمه)
    ورغم أن الناظر من بعيد يرى أن هناك تقارباً في الهوية والأفكار التي تمثلها كتلتان مثل "النشامى" و"الكرامة"، إلا أن اللافت للانتباه في خطاب الكرامة طرحهم لخطاب أكثر استقلالية عن الآخر، ويطرح في مضامينه شعارات مثل "رفض التبعية لأي جهة" وعدم "الانغلاق والتعصُّب" و"نشر الوعي السياسي" و"استعادة الدور الحقيقي لاتحاد الطلبة" و"التخلص من قبضة البعض على حناجر الطلبة" – كما يظهر في فيديو للكتلة- ، وهذه الشعارات – بالنسبة للخبيرين بالعمل الطلابي وتشابكاته الاجتماعية والسياسية- لها دلالات عميقة وصدى أوسع من مجرد حروفها وكلماتها إن كانت فعلاً لها تطبيقات عملية.
    انطلاقاً من ذلك، فإن هذه الانتخابات ستشكِّل لقائمة "الكرامة" تحدياً لإثبات الوجود على الساحة الطلابية.
    التجديد.. تحدي العتبة
    بالنسبة لقائمة "التجديد" – وهي تعتبر بشكل غير مباشر امتداد لما كان يُعرف تاريخياً بالتيار اليساري، وإن كان هذا الوصف تقريبي وليس دقيقاً بحرفيته-، فقد كان التركيز في خطابها على البعد الحقوقي وما يرتبط بالحريات الطلابية بشكل عام، ورغم أنها انطلقت منذ عامين، إلا أنه لم تتمكن من تجاوز حد العتبة الذي يؤهلها للفوز بمقعد على مستوى قوائم الجامعة، وستشكِّل انتخابات هذا العام تحدياً للقائمة، إما بتعديل المسار وكسر العتبة، أو بالخسارة للمرة الثالثة على التوالي.
    العودة.. تحدي التراجع
    فيما يتعلق بقائمة العودة – والتي تتقاطع تاريخياً مع التيارات المحسوبة على فصائل فلسطينية مقربة للسلطة أو كانت جزءاً منها-، فهي تركّز خطابها بشكل رئيسي على قضية فلسطين، وبشكل رئيسي، تعاني قائمة العودة من تراجع مستمر يجعل من هذه الانتخابات مفصلاً مهمّا في مدى قدرتها على وقف تراجعها أو حتى تقدمها للأمام.
    انتخابات متعددة.. رسالة واحدة
    على الصعيد العام، وفي خارج أسوار الجامعة، سيكون لنتائج الانتخابات صدى في حال أتت بمفاجآت جديدة، خاصة أنها تجري بفترة متزامنة تقريباً مع انتخابات نقابة المعلمين )التي انتهت قبل أيام وفاز فيها تحالف التيار الإسلامي ) وانتخابات نقابة الأطباء التي ستجري بعد يوم واحد من انتخابات "الأردنية"، ومن قبلها انتخابات نقابة المهندسين الزراعيين والمهندسين التي جرت قبل قرابة عام من الآن.

    خلفية ولمحة تاريخية
    عشر سنوات من الانتخاب الحُر
    لقد كان إلغاء قانون التعيين بمثابة تدشين لمرحلة جديدة من العمل الطلابي في الجامعة، ساهم في تطوُّر أداء العمل الشبابي ونضوجه عملياً وفكرياً وعلى مختلف التيارات الفاعلة على الساحة الطلابية، أدّت إلى حالة فريدة سواء على مستوى العمل التطوعي الشبابي أو على مستوى العملية الانتخابية التي قدّمت نماذج متقدمة في أنظمتها التي تطوُّرت على مدار عقد من الزمان.
    من الصوت الواحد.. إلى القوائم النسبية
    في عام 2013 قام اتحاد الطلبة برئاسة علي خليفة النسور ببلورة مقترحات لتطوير النظام الانتخابي للاتحاد ليتم استحداث نظام القوائم على مستوى الجامعة، ينتخب فيه الطلبة قائمة مكونة من 9 أعضاء على مستوى الجامعة (تم زيادتها لاحقاً إلى 15 ثم 18) إلى جانب انتخابهم لمن يمثلهم في مقاعد على مستوى الأقسام، ليؤسس بذلك لمرحلة جديدة ساهمت في ظهور كتل طلابية عديدة على الساحة بدأت في تقديم نفسها وفقاً لأُسس برامجية وطروحات فكرية لا زالت تتطور –نوعاً وكمَّاً- حتى اللحظة.
    في عام 2018 شهدت العملية الانتخابية نقلة نوعية جديدة باستحداث نظام القوائم النسبية على مستوى الكليات ليكون بديلاً عن نظام المقاعد الفردية على مستوى الأقسام، ليساهم ذلك في تعزيز العمل بشكل جماعي وبرامجي وبهويّة أكثر تعددية، ويُخفف من بعض الآثار السلبية للنظام السابق، رغم أنه وفقاً لهذا النظام لا تحظى عدد من الأقسام الجامعة بأي تمثيل في الاتحاد سواء على مستوى قوائم الكليات أو الجامعة.
    اتحادات متنوعة
    خلال عقد من زمان، شهدت اتحادات الطلبة تنوعاً ملموساً في تركيبتها وتمثيلها للطلبة.
    تاريخياً، كان للتيار الإسلامي وحلفاؤه -وإطارات عملهم المتعددة من الفرق واللجان- نصيب الأسد في تمثيل الطلبة في اتحاد الطلبة، فقد نجحوا في الفوز بالهيئات الإدارية لثمانية اتحادات من أصل 10 حتى هذا العام، فمنذ النجاح بإدارة أول اتحاد طلابي مُنتخب بالتحالف مع المستقلين (1)، وكان لما يُعرف بالتيار الوطني وأحد امتداداته اللاحقة (كتلة النشامى) ما تبقى من هيئتين إداريتين لم يُشكِّلهما الاتجاه الإسلامي.

    هوامش:
    (1)فاز الاتجاه الإسلامي بتحالف مع المستقلين ضمن كتلة عُرفت باسم "كتلة العمل" بإدارة أول اتحاد منتخب في عام 2008 برئاسة نمر أبو رمان في حينه، وقد كان تمثيل الإسلاميين في الهيئة التنفيذية 6 مقاعد من 10، ومثّل الإسلاميون في حينه مجدي الناطور (نائباً للرئيس) ومحمد النقيب (أميناً للصندوق) وعبدالله الأطرش (أميناً للسر) وعضوية كل من هاشم الخطيب وآلاء قنديل وأفنان حمدان (آلاء وأفنان كانتا أول من يتم تمثيله من الإناث في الهيئة التنفيذية لاتحاد الطلبة) ، وتم بعدها التعديل على تشكيلة الهيئة التنفيذية وإضافة مقعدين جديدين، وقد تم لاحقاً منع التعديلات على تشكيلة الهيئة التنفيذية بعد انتخابها.

    م. مالك زياد أبو غنيمة
    عضو الهيئة الإدارية لاتحاد الطلبة في عام 2012/2013 سابقاً، وباحث في العمل الطلابي والتطوعي في الأردن





    [17-04-2019 10:33 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع