الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    هل رزق الإنسان مال فقط؟

    قال تعالى (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (الكهف: 46))، نعم المال والبنون زينة الحياة الدنيا ولكن في نفس الآية قال الله والباقيات الصالحات وهن: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا. وقال الله أيضاً (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (المنافقون: 9))، وقال أيضاً (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ، إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ(التغابن: 14 و 15)). فَنَخْلُصُ بعد هذه الآيات العظيمة إلى أن المال والزوجة والأولاد كلها ضرورية لإستمرار الحياة ولكن كل ذلك لا يغني عن الآخرة وعن ذكر الله وإستغفارة وتسبيحه وشكره بكرةً وأصيلا حتى يديم نعمه علينا جميعاً لأن نعم الله ليست فقط بالمال وإنما كل شيء من حولنا يكون فيه سبب سعادتنا وإدخال البهجة لنفوسنا ... إلخ، قال تعالى (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ(النحل: 18)) وقال تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ(إبراهيم: 7)).

    فمن نعم الله علينا هو أن خلق لنا السموات بشمسها وقمرها ونجومها ... إلخ والأرض بأنهارها وأوديتها وسهولها وجبالها وبحارها ومحيطاتها ... إلخ وصورنا وخلقنا في أحسن صور (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ(التغابن: 3)). فبأختيار الله لنا أن نقيم ونسكن في الأرض التي بارك فيها وفي مكان جميل من هذه الأرض وأن جعل لنا جيران طيبين تلك من نعم الله علينا. وأن رزقنا بعمل مريح ومرتب ونظيف وأصدقاء في العمل أوفياء مخلصين ... إلخ أيضاً ذلك من نعم الله علينا. والزوجة الصالحة والزوج الصالح والأولاد والأصهار والأنساب الصالحين من أهم نعم الله علينا. ومرافقة الناس الصالحين الطيبين في رحلة حج أو عمرة أو رحلة تنزه من نعم الله علينا. وأن رزقنا بصديق أو رفيق يقف معنا في ظروف صعبة أو يساعدنا في قضاء حاجة لنا من أكبر النعم أيضاً. والتعرف على أشخاص طيبين من خلال لقاء أو إجتماع معهم نستفيد من خبراتهم أو يدخلون السعادة والسرور إلى نفوسنا ... إلخ كل ذلك يعتبر من نعم الله علينا. وعلاوة على ذلك محبة الناس لك والإبتسامه في وجهك وعدم مقابلتك بالكشرة والإقبال عليك بوجه بشوش وأن لايحجبون أنفسهم عن مقابلتك من نعم الله على الإنسان.

    لا أريد أن أطيل على قرائي الكرام فنحمد الله على نعمه الأخرى التي ذكرنا بعض منها (والتي لا تعد ولا تحصى) وليس فقط الرزق بالمال كما أسلفنا. فالمال والمنصب ليس كل شيء فكم من إنسان يملك المال وله منصب عالٍ ولكن مكروه من قبل كل من حوله. فهل يعتبر هذا الإنسان رابحاً أم خاسراً؟! أترك الإجابة لقرائي مع وافر الود والمحبة الخالصة في الله لكم أجمعين.





    [13-04-2019 10:04 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع