الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    هل خلقنا الله عبثاً؟


    قال الله لملائكته قبل أن يخلق آدم، إني جاعلٌ في الأرض خليفةً (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (البقرة: 30)). وهذا يعني أن الله سبحانه وتعالى كان يتكلم مع ملائكته بإستمرار، وقد أوضح لهم أن هناك هدفاً سامياً لخلق آدم ومن ثم زوجه وذريتهما فيما بعد ليخلفوه في الأرض ويعمروا الأرض التي خلقها والسموات وما فيهن لبني آدم. وعلَّم الله فيما بعد آدم الأسماء كلها، وقال للملائكة إسجدوا لآدم فسجدوا إلى إبليس أبى وكان من الكافرين، وناصب آدم وذريته العداء إلى يوم الدين. ومن هنا ندرك أن الله ما خلق شيء في هذا الكون إلا لهدف معين، ولكن الأهداف التي خلق الله آدم وذريتة من أجلها أهداف سامية. ولكن كما نعلم من خبرتنا من الحياة أن الإنسان لا يصل إلى أهدافه السامية بسهوله لأن الشيطان أخذ على عهده مناصبة العداء لآدم وذريته (ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (الأعراف: 17)). وبدأ في الأرض الصراع بين الشر الشيطان وبين الإنسان ومافيه من الخير عن طريق إتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الصحيحة.

    فنحمد الله ونشكره على أن الله خلقنا في أحسن صور ورزقنا من الطيبات ومن العلم النافع وقبل كل شيء جعلنا مسلمين وهدانا إلى سواء السبيل. وأصبحنا نحمل الشهادات العليا ولدينا الخبرات المختلفة في الحياة من خلال إختلاطنا بأمم كثيرة عربية وأجنبية في العالم وعن طريق تطور التكنولوجيا التي أوصلت لنا كل شيء نريده في العالم بكل سهولة. ولكل فرد منا أهداف في حياته ومن أهدافه الأساسية هو أن يتعلم ويحصل على وظيفة ومن ثم يبني نفسه ويتزوج ويسأل الله أن يرزقه الذرية الصالحة ويعمل على تربية أولاده وتعليمهم. وينصح ويوجه كل ولد من أولاده وفق قدراته وإمكاناته ليكون له أهداف في الحياة تتناسب مع ما يتوفر لديه من مواصفات وقدرات وإمكانات ومؤهلات. وهكذا يصبح لدينا القناعة أن هناك أهداف لكل إنسان. ولكن الإنسان الحكيم يُدْرك أن أهداف الحياة الدنيوية زائله وهي لقضاء العمر المكتوب له ليقوم بواجباته الدنيوية بما يرضى الله وعلى قدر ما يستطيع. ولكن الأهداف الأخروية هي الدائمه فالإنسان الحكيم والواعي يعمل على الأهداف الأخروية حتى لا يخسر الآخرة.

    فهل يمنعنا أحد أن نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبداً (نفكر ونخطط وننظم وندير وننفذ ونبني ونعمر ونطور ... إلخ) ونعمل لآخرتنا كأن الإنسان يموت غداً (يكون مستعداً للقاء ربه بأعماله التي عملها جنباً إلى جنب مع أعماله الدنيوية ليرضى الله ووفقاً لما جاء في كتابه العزيز القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة). أي يعمر حسابه في الآخرة كما يحاول أن يعمر حساباته المختلفة المادية وغيرها في الدنيا. قال تعالى (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ، الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ، أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ(آل عمران: 133 – 135). فالإحسان للناس من أرقى درجات الإيمان.





    [12-04-2019 09:18 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع