الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    من يدخلنا الجنة رحمة الله أم أعمالنا؟!

    لو تساوي الأرض وما عليها عند الله جناح بعوضه في ملكه الشاسع لما سقى الكافر فيها شربة ماء (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(التغابن: 2)) وقال الله تعالى (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (الواقعة: 75 و 76)). خلق الله كل إنسان يختلف عن غيره في مواصفاته الخَلْقِيَةِ والخُلُقِيَةِ وفي قدراته وتعامله مع الآخرين ... إلخ ورفع بعضنا عن بعض درجات (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (الأنعام: 165)). وتوضح الآية أن الله ميزَّ بعضنا عن بعض درجات في المال والجاه والعلم والمواصفات الخَلْقِيَةِ والخُلُقِيَةِ والقدرات ... إلخ حتى يبتلينا فيما أتانا، هل أطعنا الله بكل ما ميزَّنا به عن غيرنا أم عصيناه؟. وقد أوضحت الآية أن الله سريع الحساب في حقوق البشر ولكنه غفور رحيم في حقه.

    كما أن الله فضَّلَ الرسل بعضهم على بعض (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۘ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَٰكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (البقرة: 253)) وفضَّل الله أيضاً الأنبياء بعضهم على بعض (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (الإسراء: 55) ألم يُعْطِ الله سيدنا سليمان ملكاً لم يُعْطِيْهِ لأحد من بعده من العالمين (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (ص: 35)). ولقد أوضحت لنا الآية التالية (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (النمل: 19)) أن نبينا سليمان رغم كل ما أعطاه الله من ملك إلا أنه طلب من الله أن يدخله الجنة برحمته وليس بأعماله.

    وهذا دليل قطعي على أن الله يدخل الأنبياء والرسل والناس أجمعين الجنة برحمته وليس بأعمالهم. ومن أسماء الله الحسنى، الرحمن الرحيم. ويرحم الله الراحمين فعلينا أن نرحم بعضنا البعض فبرحمتنا لبعضنا البعض في الدنيا يرحمنا الله في الآخرة ويدخلنا الجنة بإذنه تعالى. ومن لا يرغب منَّا في دخول الجنة دار النعيم المقيم؟ اللهم إرحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين وأدخلنا الجنة من دون حساب ولا سابقة عذاب.





    [10-04-2019 08:50 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع