الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    عمليات التجميل والشيطان

    كانت الماشطة في قديم الزمان هي الكوافيرة في زماننا هذا، عن ابن عباس، أن النبي محمد قال: لما كانت الليلة التي أسري بي فيها يقصد ليلة الإسراء والمعراج، أتت علي رائحة طيبة، فقلت: ياجبريل، ما هذه الرائحة الطيبة؟ فقال: هذه رائحة ماشطة إبنة فرعون وأولادها. إنتشر منذ سنين عديدة بين المجتمعات الأجنبية والإسلامية والعربية تخصص " طبيب تجميل ". وأصبح بعض الناس ذكور أم إناث غير مسرورين بِخِلْقَتِهِم من رب العالمين ويرغبون في التشبه في خِلْقَة فنانة معينة أو فنان معين. فيذهب كل واحد منهم إلى طبيب التجميل ويقول له أريد أن تحول لي شكلي لأشبه فلان أو فلانه أو علاَّن علاَّنه من الفنانين أو الفنانات، وهكذا إنتشر هذا الأمر بين الناس. وتم ذلك دون الإكتراث فيما إذا كان هذا الأمر حلالٌ أم حرامٌ في الدين لمن يدَّعون أنهم أصحاب ديانات. فدعونا نعود لكتاب الله ونسمع ما يقول الله حول هذا الموضوع وعلى لسان الشيطان الرجيم (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (النساء: 119). فيتضح لنا من هذه الآية أن الشيطان أخذ على نفسه عهداً أنه سوف يُضِلُّ بعض بني آدم ويجعلهم يتمنون أن يكونوا على خير من الله وسوف يجعلهم كما ذكرنا في مقالتنا بعنوان " معادلات مخلوقات الله " عبدةً له ويأتمرون بأمره فيأمرهم بقطع آذان الأنعام التي حرَّم الله فيشوهون منظر الأنعام. ويأتمرون بأمره ايضاً فيغيرون خلق الله بإجراء عمليات جراحية تجميلية لتقليد أشكال غيرهم من البشر كالممثلات والممثلين وآخرون. وبناءً على ما جاء في هذه الآية فالذي يجري هذه العمليات والذين يطلبون من أطباء التجميل إجرائها يخسرون الدنيا والآخرة.

    فمن الشيء الطبيعي أن تقوم الأنثى بالتَّزَيُن لأنه أمر الله وهذا ما جاء في كتاب الله في الآية (أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (الزخرف: 18)) ولكن بحدود ما سمح به الدين. والمقصود هنا أن الأنثى تنشأ في التحلي ورقم الآية جاء 18 من سورة الزخرف وهذا يعني أن أجمل سن للفتاه هو سن الثامنه عشرة حيث تكون في أبهى صورها وهذا هو سن الزواج عند جميع المجتمعات العالمية. فالتَّزَيُن عند الإناث أحَلّهُ الله، ولكن التغيير في خلق الله الحسن محرَّمٌ في كل الأديان وعند كل الملل. والسؤال الذي يتبادر للذهن عند الحديث في هذا الموضوع هو: هل عمليات التجميل حلالٌ أم حرامٌ دينياً؟. والجواب على هذا السؤال محكومٌ في الحالة التي يدور حولها السؤال، كيف؟ إذا كانت عملية التجميل لتحسين تشويه حصل في خِلْقَةِ الإنسان سواء أكان عن طريق الولاده أو بحادث ما، فحلالٌ عمليات التجميل وبدون نقاش لأن الله يحب الجمال وأن يكون الإنسان جميلاً قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله جميل يحب الجمال. ولكن إذا كانت عمليات التجميل هي مجرد تقليد لبعض الناس أو مجرد إستجابة لإقتراح بعض شياطين الإنس من أطباء التجميل من أجل الحصول على الأموال كأن يقترح على بعض الإناث عمل بَتُوكس لهن أو نفخ بعض أجزاء من وجوههن أو تغيير في شكل الأنف أو العينين أو غير ذلك فهذا حرامٌ حرامٌ ... حرامٌ. وربما تسبب تلك العمليات مضاعفات عندهن بما لا يحمد عقباه من تشويهات في خِلَقِهِن ما لم يمكن تصليحه في المستقبل من قبل أمهر أطباء التجميل. فننصح الإناث بأن لا يُقْدِمْنَ على عمل مثل تلك العمليات إلا إذا كانت ضرورية جداً ولا يوجد حل غير ذلك. والجمال هو جمال النفس والروح والخُلُق. وكم أنثى إذا ما قارنت جمالها الجسماني بغيرها تقول ليست جميلة، ونقول على ماذا تزوجها زوجها؟! ولكن عندما تتحدث معها تجد كم هي جميلة بما لديها من صفات تسحر الآخرين. وثق بالله أن الله عندما وزَّعَ الجمال بين خلقة وزَّعه بميزان دقيق في كل صفة من الصفات التي وضعها في كل عبد من عباده وإقبلوا يا عباد الله بما قسمه الله لكم من كل شيء وقولوا الحمد لله نحن أفضل من غيرنا وغيرنا أفضل منا. قال تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (إبراهيم: 7)).ِِ





    [03-04-2019 08:27 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع