الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الأردن .. و حالة الحرب

    ما أسخفها تلكَ الجّملةُ .. "الصّبرُ جميلْ"
    ولدتْ جملاً أخرى تُشبهها...الذّلُّ جميلْ
    الموتُ جميلْ ....الهربُ من الأقدارِ جميلْ
    وجميلٌ أن يُقتلَ منّا فى غزّة يوماً مئةُ قتيلْ
    وجميلٌ أن ننسى فى اليومِ التّالى
    ـ فالنّسيانُ جميل وجميلٌ ـ
    أن تأتينا أمريكا بجيوشٍ وأساطيلْ
    وجميلٌ أنْ تتهاوى كلُّ عواصمنا كى تبقى دولةُ إسرائيلْ ...هذا الوهمُ الملتفُّ على الأعناقِ
    إذا قررنا يوماً .....سوفَ يزولْ
    يا ربِّ كفرتُ بإسرائيلْ......الموتُ الموتُ .. لإسرائيل.

    منذ أكثر من 15 عاما يتم التنبيه إلى حرب عالمية ثالثة، من خلال محورين أولهما خطة برنارد لويس الصهيوني لتفتيت إقليم الشرق الأوسط. والثاني ما نسب إلى كيسنجرمن تصريحات في نهاية عام 2011 حتى لو وصف قوله بالسخرية لكنه أصر ان من لم يسمع طبول الحرب العالمية الثالثة تقرع فهو أصم ، كما توقع تدمير بعض الدول العربية سواء في حروب عربية بينية اوعن طريق الحروب بالوكالة وبأموال خليجية.

    والمتابع للمجريات يجد ان الأردن يشهد إنتفاضةً سياسيةً، ربما تتحول إلى عسكرية. ليس فقط بسبب
    ما تتضمنه “صفقة القرن” من بنود يمكن أن تحول الأُردن إلى “وطنٍ بديلٍ” وإحداث تغيير في تركيبته السكّانية، وصيغته السياسية بل بسبب تزايد الضغوط الأمريكية والإسرائيلية في هذا المِضماركذلك قضية الوصاية الهاشمية والضغط السعودي بإتجاهها ، الملك عبدا لله إرتدى البزة العسكرية ولكنه لم يخبر الشعب ولا البرلمان الإفتراضي بما يدور خلف الجدران المغلقة لكن كانت التصريحات النارية واللاءات الثلاث والتحركات الدولية والديبلوماسية بداية الطريق.

    لو نرجع قليلا بالذاكرة ونستجمع أحداث سابقة سنقف على ملاحظات مهمة أولها بين كيان "إسرائيل" والأردن اتفاق سلام منذ 26 عاماً في أكتوبر 1994، وللأردن أيضاً الحدود الأطول مع كيان "إسرائيل"، وهي معترف بها بشكل رسمي من الطرفين بكل ما لها وعليها. وثانيا حسب مصادر اسرائيلية فإن "إسرائيل"إلتزمت في إتفاق السلام بتزويد الأردن – التي تعتبر أغلبها دولة صحراوية – بما لا يقل عن 50 مليون متر مكعب مياه سنوياً، ، واليوم جزء هائل من المياه التي يحتاجها سكان العاصمة الأردنية عمان تأتي من مصادر إسرائيلية.ولا نعرف لغاية الان الى اين ستنتهي صفقة الغاز.

    ثالثا وبسبب التقلبات التي تسببت بها الحروب والزمن، أصبحت المنطقة مقسمة الى أربعة كيانات سياسية: المملكة الأردنية الهاشمية ، السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، دويلة حماس في قطاع غزة وكيان "إسرائيل". بين تلك الكيانات الأربعة يوجد في المنطقة ما لا يقل عن 5 نقاط احتكاك: الأولى بين النظام الأردني والفلسطينيين، الثانية بين كيان "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، الثالثة بين كيان "إسرائيل" والمملكة الأردنية الهاشمية ، الرابعة بين كيان "إسرائيل" وغزة حماس، والخامسة بين غزة والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. ثلاثة من هذه الكيانات – باستثناء الأردن – متداخلة الواحدة مع الأخرى بنفس المنطقة، حتى انه لا يمكن فصلها، وأي حل سياسي او حتى عسكري مستقبلي سيستوجب أخذ هذه الحقائق بعين الإعتبار.
    ورابعا التهديدات بالحرب او اللجوء لها ترددت أكثر من مرة سواء بالنسبة للجانب الأردني او من قبل كيان العدو, ففي عام 1967 مال الملك الحسين رحمه الله للإنضمام لمصر وسورية ودخل في حرب ضد كيان "إسرائيل". , لكن القول إنه منذ أيلول 1970، أي لمدة 47 عاماً، كيان "إسرائيل" والأردن ديبلوماسيا لديهما علاقات إلى حد كبير "تحت الرادار" الأمريكي ، لذلك إتسعت هذه العلاقات على أوسع نطاق.

    وفي مرحلة الغزو الأمريكي للعِراق عام 2003 بشهرين، كان الملك الأردني يخشى أن يستغل إرييل شارون هذه الحرب ويقوم بتهجير الملايين من أهل الضفة الغربية إلى الأردن، وقال إنّه لو أقدم على هذه الخطوة، أي شارون، فإنّه سيعلن الحرب، ومن حسن الحظ أن جورج بوش الأبن تعهد بعدم حدوث مِثل هذا التهجيرفهل كان الوعد صادقا ؟؟؟
    من جهة أخرى نستذكر وقاحة وزير الإسكان الإسرائيلي اوري ارائيل، مهددا الأردن بأن علينا ألا ننسى حرب الأيام الستة، في اشارة الى إحتلال القدس والضفة الغربية والجولان السوري وسيناء عام 1967.وجاء تصريح الوزير اياه على خلفية تهديد الأردن بالتوجه إلى المحافل الدولية والتقاضي ، فيما يتعلق بقضية القدس والأقصى والمقدسات الإسلامية.
    وأضاف وقتها وزيرالكيان الإسرائيلي: سمعت أن الأردنيين يهددون بكل ما يتعلق باتفاقية السلام وأتعجب إذا كانوا نسوا حرب الأيام الستة في العام 1967، فجبل البيت (الحرم القدسي الشريف) والقدس تحت سيادة إسرائيل كما أن عمان تحت السيادة التامة للأردن وعليهم أن يفهموا ذلك.ولا نعرف ما هو دوره كوزير اسكان بأن يصرح بما لا يناسب موقعه .وربما قوة اسرائيل تكمن في ضعف المقاتلين العرب.

    أمريكا بدورها ومنذ سنوات أقامت عدة قواعد عسكرية في الأردن وقوننها الملك عبدا لله بإرادة ملكية بدون عرضها على البرلمان، خلافا لنص المادة 33 من الدستور الأردني. وقامت امريكا كذلك منذ زمن بنقل معدات قاعدة انجرليك من تركيا إلى قاعدة الأزرق في الأردن.

    لكن السياسة العقلانية الواقعية تقول ان كل الذين راهنوا على الثقة بأمريكا والغرب واسرائيل وتحالفوا معهم سابقا سواء كانوا عربا أو مسلمين اتراكا او ايرانيين او حتى يهود ، او مازلوا متحالفين معهم ، سيندمون، لأنهم استعملوا او سيستعملون أدوات في مصالحهم ولمكتسباتهم هم وليس نحن , وهي قاعدة ثابتة غافل جداا من ينكرها .
    قبل بدء الحروب تقوم مراكز صنع القرار وأجهزتها الأمنية ومراكز الدراسات والأبحاث والإعلام بتهيئة الأجواء للحرب، وذلك بإختراع الأسباب التي تهيج الرأي العام ، لا بل وتعمل على صناعة رأي عام واع وله وزن وثقل لتأييد الحرب او عدمه. ولدينا من التاريخ كثير من الشواهد.ولنتذكر ضربات ترامب اليتيمة على سوريا وبعدها السياسي ولم تكن إلا استعراض عضلات يقصد به التخويف والإبتزاز والقبول بإحتلال سوريا بدون حرب..وكان ما كان .

    وقد خلصت دراسة إسرائيلية أجراها معهد "جوكوبوست" في تل أبيب، إلى أن الأردن تحت الحكم الحالي لن يخرج لحرب ضد الكيان الإسرائيلي، والنخب في الاردن لن تميل للعودة لما أسمته "أخطاء الماضي البعيد"، وبالأغلب لن يسمحوا لقوة عربية أو مسلمة بعد ذلك لأن تدخل لمناطقها من أجل مهاجمة "إسرائيل"، وما يخبئه المستقبل إذا ما كان النظام الملكي في الأردن سينهار أم لا، ولا يمكن معرفة ذلك حالياً حسب الدراسة ..

    و قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، ان السعودية والإمارات ومصر وإسرائيل وأمريكا كان لهم دور في تصاعد الأحداث والإحتجاجات التي تعم الأردن حالياً. راقِبوا الأُردن الذي يعيش حالة غليان رسمي وشعبي غير مسبوقة، لافتةً إلى أنه رغم الضغوطات الكبيرة الداخلية والخارجية، ولا تتردد بالقول ان الضغط الإسرائيلي على واشنطن لمساعدة الأردن آخذ في الانخفاض وبالتالي؛ فإن على الأردن أن يقف على قدميه وأن يهتم بنفسه..

    الرهان الان على الموقف الوطني الأُردني الذي صدر عن المستويين الملكي والشعبي معا، في زمن ساد الاعتقاد لدى الإسرائيليين والأمريكيين أن العرب لا يستحقّون غير الاحتقار والهوان، لأنهم فقدوا كرامتهم، وباتوا مستعدين للتّجاوب مع أي إملاءات أمريكية وإسرائيلية وتقديم أي تنازلات في هذا الصدد.

    اليوم بات الحال یستدعي النفیر العام للدفاع عن البلاد. فالضفة لیست غزة والأردن لیس مصر،
    و لن یكون للأردن دبابة في الضفة لكن لدينا ورقة ضغط قوية,و التي اعفیناھم منها على مدى ثلاثة عقود ونصف. فلا سلام مع العدو، فالحرب الباردة، لا تقل خطورة عن الحرب الساخنة. تستھدف الوجود لا الحدود. ولا توجد دولة في العالم تقبل أن تظل تحت التھدید. الإسرائیلیون یریدون أن یحاربوا الأردن بالفلسطینیین. والحل أن نحاربھم نحن والفلسطینیون.

    والأمیركیون لن يكونوا معنا ، لكن لا بد أن یتحملوا مسؤولیاتھم كحلفاء. ولنا أن نسأل عن تحرك وزارة خارجیتنا وسفارتنا في واشنطن في ظل ھذه التھدیدات؟ من أبسط الردود وأولھا استقبال قادة حماس ونحن من نعرف معالجة الإرهاب دون غيرنا ولا یعني ھذا الانقلاب على السلطة هو تكتيك سياسي. بمنطق نتنیاھو نفسه ، لیفتح جسر الملك حسین لعودة اللاجئین إلى قراھم ومدنھم، ولیتعامل كل العرب مباشرة مع العدو ،لنفتح عليه ابواب جهنم. والآلاف من الشباب العربي والدول الاسلامية على إستعداد و یتوقون إلى یوم تراق فیه دمائهم على أرض أولى القبلتین . وباب الحرب خدعة ..وليفتح بإتجاهين .......





    [01-04-2019 09:36 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع