الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    معادلات مخلوقات الله

    خلق الله الملائكة بعقل (ع) وبدون غريزة (ع + صفر غ = ملاك). وخلق الإنسان بعقل (ع) وبغريزة (غ) أي (ع + غ) = إنسان وكذلك الشيطان. ولكن خلق الحيوان بغريزة (غ) وبدون عقل (ع) أي غ + صفر ع = حيوان. فهل نستطيع أن نستنتج من المعادلات السابقة أن الإنسان يمكن أن يكون حيواناً في تصرفاته إذا أصبحت معادلته بدلاً من ع + غ = إنسان فتصبح صفر ع + غ = إنسان حيوان. ويمكن أن يصبح الإنسان ملاك إذا تحولت معادلته من ع + غ = إنسان إلى ع + صفر غ = ملاك. ومن الممكن أن يتحول الإنسان كذلك بعد هذه المعادلة إلى إنسان بنسبة حيوانية تتفاوت وفق حيوانيته (مفترس، شرير، قاتل أو شيطان أم غير ذلك) والمعادلة تصبح ع + نسبة معينة مئوية من الغريزة الحيوانية = إنسان بنسبة مئوية معينة من الحيوانية. وكذلك ممكن أن تتحول معادلة الإنسان إلى نسبة مئوية معينة من الملائكية فتصبح ع بنسبة مئوية معينة من العقلانية + صفر غ = ملاك بنسبة مئوية معينه. وهكذا يمكننا تحديد معادلة الإنسان بنسبة معينة من العقل ونسبة معينة من الغريزة بحيث لا يكون حيواناً بشكل كامل واضح ولا يكون ملاكاً كاملاً.

    ولما تقدم، فلم يستطع الشيطان أن يتحدى الملائكة لأنهم بعقل ولا أيضاً أن يتحدى الحيوانات لأنهم بدون عقل وإنما تحدى الإنسان لأنه بعقل وغريزه مثله، ويستطيع الشيطان أن يغير في معادلة الغاوين من الناس كما يشاء. إلى درجة تحويل الإنسان إلى شيطان من الإنس (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (الأنعام: 112)). ولكن ما هي النسب التي يجب أن تتوافر في شيطان الإنس من العقل والغريزة لا أحد حسبها حد علمي حتى هذا التاريخ. ولكن كما سمعنا ونسمع أن الشيطان حوَّل بعض الناس إلى عبدةٍ له فأصبحوا يسمون عبدة الشيطان. ولكن للأسف الشديد أننا واجهنا حالات شاذه يكون فيها الإنسان حيواناً كاملاً بتصرفاته فتكون معادلته في هذه الحالات صفر ع + غ = حيوان. وفي مثل هذه الحالات لا يستطيع بني آدم من أولئك أن يتحكم بعقله نهائياً لأن الغريزة عنده جعلت العقل عنده يساوي صفراً، وأصبح حيواناً بتصرفاته تماماً. وبالتالي مثل أولئك حيوانات الإنس يقدمون على أفعال الشر مثل إغتصاب فتيات أو أولاد دون السن القانوني وبعد ذلك يقدمون على عمليات قتل الذين إغتصبوهم. وبالتالي يواجهون أشد العقوبات وربما في معظم دول العالم عقوبة الإعدام. وذلك لأن قانون الإسلام والقانون العالمي يحمي الإطفال وكما ذكرت في مقالتي التي سبقت هذه بعنوان " حقوق الأطفال ".

    والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: كيف نستطيع أن نحمي الناس جميعاً وخصوصاً ضعاف العقول والإيمان من تأثير الشيطان عليهم بتحويلهم إما إلى حيوانات أو إلى عبدةٍ له أي إلى شياطين من الإنس بتصرفاتهم؟. ومما قاله الشيطان متحدياً بني آدم ( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ، إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (الحجر: 39 و 40)). وحتى نستطيع أن نقي الناس أجمعين من الشيطان الرجيم قال تعالي ( قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ، إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (الحجر: 41 و 42)). فمن هاتين الآيتين نعلم أن من كان من عباد الله مخلصاً في إيمانه وصادقاً مع ربه ويسير على الصراط المستقيم في حياته لا يستطيع الشيطان أن يؤثر عليه. كما قال الله تعالى (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 38)). فعلينا بهداية الناس وفق تعاليم ربِّ العالمين والأحاديث الصحيحة.





    [01-04-2019 09:46 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع