الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    سقوف الغُرم .. مَيْل

    قرر مجلس الوزراء شروطا يجب تحققها للغُرم، واعجب هذه الشروط ان يكون الغارم/الغارمة مطلوب للتنفيذ القضائي لذمم مالية اقل من الف دينار، المبالغ المستهدفة اكثر من ثلاثة ملايين دينار جمع جُلها، وتم احصاء الغارمات المطلوبات للتنفيذ القضائي 5672 سيدة، ديونهن 1000 دينار، اي بعددهن المبلغ المطالب بالسداد يزيد قليلا مع الفائدة، وهنا يطرح سؤالان هامان، اولهما ان المبادرة التي اطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني الجمعة الماضية لم يكن لها سقفا للغُرم، بل ضمت تحت مظلتها جميعهن، والثاني يتركز فيما سيفُعل ببقية ما تم جمعه من المتبرعين ممن لبوا نداء الملك.

    قضية الغُرم بدأت منذ سنوات، لم يحص صندوق الزكاة خلالها اعدادا لهذه المشكلة سواءا كانوا رجالا ام نساءا، لتتفاقم المشكلة ولينتج عنها نساء اما في السجن او مهددات به، ليتنادى لها الملك دون شروط او قيود، وتستجيب الحكومة بـ»سوف المستقبلية» ، فيما تتخذ فورا قرارا بشروط للسداد، لتبقى اصالة المشكلة كما هي، ويصبح اجتذاذها امرا صعب المنال على الرغم من التعاضد الذي شهدته هذه القضية يدا بيد مع جلالة الملك من افراد وشركات.

    المبالغ التي تم تجميعها ممكن ان تسهم بالتخلص بشكل كبير نسبيا من مشكلة الغارمات، ويسع المقترضات بحد الالف واكثر حسب الضرر، وكان يمكن للحكومة ان تقوم بدراسة اوضاع المقترضات كل على حدا لانقاذ الاولى فالاولى، ما يعني التخصيص للحالة وليس اطلاق الشروط التعجيزية لابقاء الحال على ما هو عليه، لكن لا مكان للمتضرر للجوء اليه.

    في المرحلة الحالية الاعلان عن هذه الشروط تعد خيبة امل لمن تجرأن سابقا واقترضن اكثر من الف دينار، ليبقى كابوس السجن يقض مضاجعهن، فلا ضير من توسيع مظلة المستفيدات من التبرعات، وقد اختبرنا نخوة الشعب الاردني الذي تهافت للتبرع لانقاذ المتضرر، كما ان هذا التوسع في تنفيذ المبادرة سيحقق ما هدفت له، وبقاء المال في صندوق الزكاة لا يجدي نفعا.

    اما ما يتعلق بصندوق الزكاة فمن الاوجب عليه تصريف اموال الزكاة في مصارفها الحقيقية وسنجد حتما ان مثل هذه المشاكل لن تتكرر، فالزكاة نظام اقتصادي لا مثيل له في تجسيد مفهوم التكافل الاجتماعي حقا، كما انه احد ابز عوامل الاخاء بين الناس، وعليه ايضا تجاوز كلمة الغارمات الى الغارمين اي اناثا وذكورا اذا ما كانت قروضهم لسداد التزامات الاساسية او تمويل مشاريعهم الصغيرة، فجميعنا تحت مظلة خالقنا، قال تعالى « :»آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ».





    [26-03-2019 09:29 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع