الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    عبق الشهادة بین "الکرامة" وعمر

    رغم كل الظلام الدامس وبؤس الواقع العربي الذي یحیط بنا على مشارف تتویج العدوان الامیركي بمحاولة تمریر ”صفقة القرن“
    لدفن الحق العربي والفلسطیني بفلسطیننا، وحدھم الشھداء من یبعثون الأمل ویضیئون الأفق ویبثون الدماء في كرامة الأمة، وتجدد أرواحھم وبطولاتھم الوعد الخالد بأن النصر قادم، والحق عائد، وأن دولة الاحتلال والاغتصاب والسطو على التاریخ والحاضر لا
    مستقبل لھا ولا بد زائلة.

    لیس أجمل من فلسطین ووھجھا وجناتھا عندما تنادي أرواح الشھداء فتأتیھا طائعة متفانیة متسامیة، لتسطر دماؤھم صفحة وأخرى في سفر الكرامة والمطالبة بالحق السلیب وبعیون فلسطین التي لا تتوھج وتبتسم إلا للشھداء ولا تناجي سوى أحلامھم بكسر شوكة الاحتلال وزواله.

    الشاب الأسطورة، عمر ابو لیلى، آخر شھداء فلسطین والحق الذي لا یضیع، ارتقى شھیدا بعد أن جندل فردین من عصابات الاحتلال بالضفة الغربیة المحتلة، وترك غیرھما مصابین یلعقون جراحھم، وبعد ان سطر ببطولتھ أنموذجا عربیا ألھب الحنین العربي من المحیط إلى الخلیج الى وحدة الدم والمصیر والمقدس حول قضیتھم الأولى وجرحھم الفاقع بحمرتھ، فلیس مثل فلسطین ما یوحد ھذه الأمة ولیس مثلھا ما یذیب كل الخلافات والانقسامات والخزعبلات القطریة والأیدیلوجیة والسیاسیة.

    وتشاء الاقدار أن یأتي استشھاد ھذا البطل، جمیل المحیا والغض بعمره، في الذكرى الواحدة والخمسین لمعركة الكرامة الخالدة،
    لتعید سیرة تلك الملحمة البطولیة في أكناف بیت المقدس، حیث ارتقى الشھداء من الجیش العربي الأردني ومن أخوة الدم بالثورة
    الفلسطینیة، لیلحقوا شر ھزیمة بعدو غادر سطا على فلسطین، الرئة الأولى وضفة القلب الشرقیة للأردن وشعبھ وجیشھ البطل،
    فالتحم الابطال والشھداء بھذه الملحمة الخالدة مع سراق الاحتلال وعصاباتھ العسكریة لیذیقوھا طعم الھزیمة، ولیوصلوا لھا رسالة التحریر القادم لا محالة.

    عمر الصغیر بعمره، والكبیر حد الأفق ببطولته وشھادته، التحق ھناك بصف طویل من شھدائنا في الكرامة ممن یزینون السماء وتاریخنا ومستقبلنا الواعد بالتحریر والعودة واستعادة أقدس الأقداس. ھي كرامات الشھداء أن یتزامن استشھاد ھذا الشبل
    الفلسطیني بذكرى شھداء الأردن بمعركة الكرامة، ممن رووا بدمائھم الزكیة أرض الغور الطھور وھم ینوبون عن الأمة بالتصدي
    لجیش كان سّوق كذبة ”الذي لا یقھر“، واستعادوا على قلتھم وضعف عتادھم كرامة أمة، كانت ما تزال مجروحة باحتلال ما تبقى
    من فلسطین واراض عربیة مقدسة اخرى حولھا قبل عام واحد فقط.

    كما عمر؛ كان الشھداء في الكرامة أبطالا أسطوریین ضاقت بھم الامكانیات والعدة، لكنھم امتلكوا الأعظم والأھم، البطولة والحق والعشق الأبدي لثرى الأردن وفلسطین، كانت البطولة ورسالة الحق أمامھم، وخلفھم كانت عیون الأمھات التي لا تھادن ولا ترتوي من الدعاء للجنود والفدائیین بالنصر وصد العدو الغازي.

    كل صفقات ترامب، وعدوان عصابات الاحتلال الاسرائیلي، لن تستطیع كسر إرادة الحیاة والحریة والنصر أمام ما تبعثھ من كرامة
    وأمل أرواح شھداء الكرامة والأردن وفلسطین وكل الأحرار، لا خوف على القدس وحقنا بفلسطین وبین ظھرانینا أبناء وأحفاد
    قنادیل الشھادة بمعركة الكرامة وكل الارواح العظیمة التي ضحت بمعاركھا ضد العدو الغاصب.





    [21-03-2019 09:54 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع