الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الأردن .. بعيون إسرائيلية

    نقول في أغلب نقاشاتنا الحوارية ان إسرائيل تعرف عنا أكثر مما نعرف عن أنفسنا وان العديد من الكتاب والمفكرين اليهود كتبوا عن دهاليز السياسة العربية عكس الإعلام العربي الهش التابع صحافة موجهة او مرتشية . لنقف ربما أمام حكمة نحاول ان نستوعبها حول عدوعاقل أم صديق جاهل.

    المتابع للإعلام العبري في الفترة الحالية يلاحظ نيته في الكشف عن الضغوطات الداخلية والإقليمية التي تحيط بالملك عبد الله الثاني، وتداعياتها على علاقة الأردن بإسرائيل، وبعض الدول العربية مثل المغرب والسعودية.

    داخليا ..تحدث عن رسائل عدة أرسلتها 84 شخصية عامة أردنية، بمن فيهم وزير سابق، إلى الملك عبد الله خلال شهر واحد والتي شددوا فيها على لسانهم المطالبة بإجراء الإصلاحات ، لكن كل هذه الدعوات ذهبت أدراج الرياح. علاوةً على ذلك، تم تجاهلها عن عمد مع الاستمرار في اتباع نظام سياسي واقتصادي قائم على الفساد ، يقوض مصالح الشعب، ويهدد أمن الدولة واستقرارها، ويوصلها إلى حافة الهاوية.

    اعلامهم على نقيض اعلامنا .. أكد أن الفساد العميق في الأردن لا يتمثل فقط التعينات واقارب النواب بل في الرشاوى التي يتقاضاها البيروقراطيون للحصول على تصاريح عمل أو مصالح أخرى، بل يظهر أيضا في الدائرة المغلقة لكبار المسؤولين والوزراء ومستشاري الملك ومن حوله ، الذين يتمتعون بتداول المراكز تداولا دوريا، وكلهم في النهاية يأتون من الدائرة الداخلية نفسها.
    وتخوف الاعلام العبري من نشر بيانات عشائرية تتحدث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية مدتها سنة واحدة، تتألف من 31 عضوا يتم اختيارهم بعناية، ويمثلون جميع شرائح المجتمع. لان هذا الالتماس يمثل تطورا جديدا. و يثير القلق لأنَّه يأتي من قلب قاعدة الدعم القبلي للملك. و أنَّه لا يمكن تجاهل وقع تأثيرهذه العريضة.

    وأشار اعلامهم على عكس اعلامنا.. ان تغيير الحكومة لم يُجدِ شيئا بل كان أسوأ. ففي خلال الأشهر الثلاثة الماضية، نظَّم مئاتٌ من الشباب من جميع أنحاء الأردن اعتصاماتٍ امام باب القصر الملكي في عمان , أقاموا الخيام، وأشعلوا النيران لتدفئة الليالي الباردة، وأقسموا على عدم العودة إلى بيوتهم حتى يحصلوا على وظائف لهم.وفي المقابلات الإعلامية التي أجروها، قالوا إنَّهم لم يتمكنوا من العثور على عملٍ منذ شهور، وبعضهم منذ سنوات. وأولئك الذين لديهم عمل ينفد راتبهم قبل نهاية الشهر.

    وان القلة المحظوظة هي التي تتلقى تصاريح للعمل في إسرائيل، وكان من الأحرى أن يعملوا في الأردن، لكنَّهم يتنقلون يوميًّا إلى إيلات. وإنَّ إسرائيل تمنح تصاريح عمل لألفي أردني فقط، بينما يوجد في المملكة أكثر من 300 ألف شخص عاطل عن العمل. ولن تستطيع الشركات الأردنية القضاء على معدل البطالة البالغ 30% بين الشباب وسكان المدن الصغيرة.

    و الاهم أنَّ الإعلام الرسمي مغيب فهو مملوك للدولة كليًّا أو جزئيًّا ،. وتقوم بهذا الدور وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت نوعًا من «برلمان الشوارع»، الذي يمعن النظر في تجاوزات الحكومة التي لا تأبه للشعب . وهناك يمكن للمرء أن يجد قصصًا مثيرة حول سلوك كبار المسؤولين، وفسادهم ويعرف مدى احتقان الشارع الذي يوشك على الانفجار .

    و في الوقت الذي تغذي فيه مثل هذه القصص الحوار العام، بجانب الجهود المبذولة لتنظيم احتجاجٍ كبير في الثاني من مايو (أيار) يبدو ان الموقف يتأزم ، في حين يحاول الملك عبد الله استجداء مساعدات أجنبية إضافية لديون البلاد، والتي تتجاوز 40 مليار دولار.

    وحتى دول الخليج تضع العراقيل امام الاردن فقد وعدت المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة بمبلغ 2.5 مليار دولار للأردن، لكن الرياض حوَلت مبلغ 340 مليون دولار هذا الشهر فقط، وليس من الواضح متى سيصل باقي المبلغ.
    علاوة على ذلك، عادة ما تأتي المساعدات السعودية بشروط دبلوماسية، فقد طلبت قبل ذلك السماح للطائرات السعودية بالعمل في سوريا انطلاقًا من المطارات الأردنية؛ وعندما رفض الملك عبد الله، جمدت المساعدات. وتسعى الرياض هذه المرة لأن تصبح شريكا في إدارة الأماكن المقدسة في القدس.ووفقًا لتسريباتٍ ، فإنَّ «صفقة القرن» التي طرحها ترامب ستشمل مشاركة المغرب والسعودية في إدارة مواقع مثل جبل الهيكل، أو الحرم القدسي الشريف، والسيادة الإسرائيلية عليها،. واردنيا أي تنازل لإسرائيل بخصوص إدارة الحرم يمكن أن يشعل الرأي العام، ويضع الملك في صراعٍ مع البعض من شعبه. كما يضعه في اشكالية لإسترضاء خصومه في الداخل، والذين يطالبون بإنهاء التطبيع مع إسرائيل، وحتى طرد السفير الإسرائيلي.

    ووفقًا لمصادر اسرائيلية ، فقد التقى الملك عبد الله مؤخرًا مع مدير الموساد، يوسي كوهين، لمناقشة صيغة تمنح الأردن السيطرة على باب الرحمة، إلى جانب سيطرته الحالية على المسجد الأقصى، أخبر عبد الله كوهين أن قضية الحرم القدسي الشريف تهدد الأمن الداخلي للأردن، وأنَّ على إسرائيل أن تفهم مدى خطورة ذلك.

    الاعلام العبري قال من الصعب تخمين متى قد تندلع عاصفة جديدة من الاحتجاجات في الأردن، أو ما قد يشعلها. هل هم الشباب الذين ينامون تحت الجسور في عمان، أم العاملون بأجر الذين لا يستطيعون إعالة أسرهم، أم ربما الحرم القدسي الشريف وهو الاهم ؟
    ومثل نظرائهم في القدس ورام الله، ينتظر المسؤولون الأردنيون بشدة نتيجة الانتخابات البرلمانية المبكرة في إسرائيل الشهر المقبل ، ومن المتوقع بعدها أن ينشر ترامب خطته لصفقة القرن . و التي يزعمون انها ستفيد الأردن و ستشمل استثمارات ضخمة من قبل الولايات المتحدة ودول أخرى يمكن أن يستفيد منها الأردن، بما في ذلك خطط لبناء خط سكة حديد يربط حيفا وبغداد عبر مدينة إربد الأردنية. وأن الحلم الإسرائيلي بتناول الفلافل في دمشق سيُستبدل بتناولها في بغداد.
    وان اسرائيل تقول بأن الأردنيين لديهم بالفعل فلافل ممتازة، لكنَّهم سيكونون سعداء أكثر بوجود طعام حقيقي على طاولاتهم بعد تحسن الاقتصاد إثر اتفاقية كتلك.

    هل قراتم ما القادم لنا في اعلام اسرائيل ..وما الفرق الذي نعيشه في واقعنا من بالونات إختباروافتعال قضية مزايدة نتوهم بها لمعرفة ردات فعلنا وجس نبض الشارع وليس الصالح العام ...ونطرح سؤالا للجميع من هي الجهة التي لها مصلحة في شحن المكونات الاردنية على بعضها بإختلاق مشاهد متكاملة لتصعيد عنصري واتهامات غير مفهومه ، والسؤال الاخطر هل خرج الامر من يد اصحاب القرار واصبحت بعض أدوات الحكم التي تهمها مصالحها الشخصية تتحرك بالريموت كونترول من جهات اخرى.
    لن نخرج من تداعيات المرحلة إلا بالتغيير العميق، أو بشعب حر ومنتفض على السيد الأمريكي والإحتلال.البلد بحاجه لإعادة هيكله , وبحاجه لنفض كل هذه الشوائب والغبار , وإذا أراد الملك أن يقوى من الداخل عليه أن يُعيد حساباته مع هؤلاء الذين تمادوا بإسم المنصب والمنطقه والعشيره والصناديق المُعبئه سلفاً .

    حمى الله الاردن وشعبه.





    [21-03-2019 09:35 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع