الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الإرهاب الأبيض

    يتصاعد التطرف الفكري حولنا يوما بعد أخر, يصدم بشريتنا من حيث لا ندري , لندخل فسيفساء تلغي معنى الإنسانية والوجود لنا ويبقى مصطلح مشوه يغتالنا عن العرق واللون والدين , وكأن ما شاهدناه من أفلام الغرب عن آلة الزمن التي تعود بنا الى العصور الوسطى أصبح حقيقة , وليس أضغاث خيال هوليودي . تلك العصور الوسطى المظلمة التي إعتبرها الأوروبيون العصرالأخير قبل نهاية العالم...دون أن يدرون ان الإسلام نشأ وقتها كدين لفئة من سكان الأرض قبل 1500 عاما . ليزخرالتاريخ الإسلامي بوقائع أربع معارك فاصلة في أوروبا غيرت مجرى التاريخ ؛ ولكن يقال لكل عصر جاهليته ونحن اليوم نجمع جاهلية كل العصور ونحن الآن على أعتاب نهاية جديدة الفرق الواضح فيها أننا صنعنا خطواتها بجهلنا معا..ألم أقل لكم انها آلة الزمن .

    الموت الأبيض شعار المرحلة الجديدة بعد ان كان داعش شعارالمرحلة الفائتة ..وبعد ان تسائل الكثيرعن ماهية التنظيم المقبل ومن أي ملة وأية قارة وأي إجرام .. هو المزاج الدموى، الممتد لتيارعريض متنام صنع في الغرب والذي ينمو كالفطر المتراكم ، بمختلف المسميات والجماعات والقيادات بإختلاف أماكن تواجدها من جماعة كو كلوكس كلان kkk في امريكا الى جماعة الإعتداء في بروكسل الى المنظمة النازية المعروفة بإسم الطريق الثالث فى فرنسا، أو حركة الولاء للشعب فى النمسا ، ومنظمة الألوية الحمراء فى إيطاليا، الذين يعتمدون الكتاب الدموى ( الإمبراطورية ) فلا تنظروا فقط الى تنظيمي القاعدة وداعش بل هما جزء من كل , خلايا سراطانية تنتشر كل حسب خبثها وتواجدها وإنتشارها وتمويلها وهدفها لكن جميعها قاتلة !.

    إنها علة الإرهاب ، مقصودة و مرصودة في أجندات كل الدول الإستعمارية الناهبة للأوطان بمعية المنظّمات الصهيونية ومجاميع الإفساد والتغريب وفصل الشعوب عن هويتها وعقيدتها ووجودها وترابها ، و لهذا بقي مفهوم الإرهاب قصدا غير محدد المعنى و التوصيف ، بقي كذلك ليسهل توظيفه السياسي والإنساني في مصائب الفوضى التي تعني فقط زعزعة الأنظمة وخلق حالة عدم السلم وحملات تشويهية تشكيكية فكرية في عقيدة وموروثات وقيم وأخلاقيات البلدان والشعوب المستهدفة ، خلق عنصرية وفجوة تعصبية عمياء وبروباغندا وسخة قذرة عن طريق عملاء جشعين للدم والسلطة.
    وتكون الأضحوكة الكبرى الحرب المعلنة و المعنونة دوما بالعنوان الأكبرالعقيم : (مقاومة الإرهاب على حسب الطلب ).

    الآن لم يعد بمقدور الكاميرات والماكينات الإعلامية وسيل التحقيقات والتقارير التلفزية ، أن تنسب الإرهاب الأسود حكرا حصريا على المسلم او المهاجر او الملون بل أصبح هنالك إرهابا أبيضا لصيقا ومرادفا لإرهابنا الأسود لكن الإشكالية ستكون لمن الغلبة !

    وما بين ردود الهدوء المتآمر، وغياب كورال الإدانة المعتاد،الذى سمعنا لحنه مع الجرائم المنسوبة إلى المسلمين فقط ! وصلاة الغائب علينا نحن الأحياء , يبقى مهرجان القتل العنصرى المتطرف اليمينى عريضا وغلابا لا نعي مدى إتجاهه ووحشيته ، لكننا نعلم عرابه الأول البعبع ترامب و بقية سلالة السفاحين ! .

    ولا تنسوا قال لنا المجرم على صفحته " الفيسبوك "، وقد أطلق عليها White people، إنه نفذ الجريمة لـيؤمن مستقبل الطفل الأبيض , وذلك لينسجم مع تاريخ أسود لم يكف يوما عن الكيد لنا وكأننا عالم منسي صنعه بعض المنحطين العرب وغيرهم ،الذين يبدون الآن هدوءا مفتعلا وحكمة مصطنعة بعد أن تعروا أمامنا دون كرامة ...فهل نصحو ..!.
    #الدكتورةميساءالمصري_بالمرصاد





    [17-03-2019 10:48 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع