الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    مذبحة نيوزيلندا .. عندما يكون المسلم أمام البندقية لا خلفها

    أحداث اليوم -

    كتب عبد المجيد المجالي
    "يصبح المسلم مادة مهمة للأخبار عندما يكون خلف البندقية وليس أمامها"

    ربما في هذه العبارة ما يختصر صفحات من الحديث عن انتقائية الإعلام العالمي في التعاطي مع العمليات الإرهابية المنفذة من قبل محسوبين على الدين الإسلامي وبين العمليات التي ينفذها محسوبون على غير الإسلام،هذا الكلام لم يكتب بحبر العاطفة،بل وثقته شواهد كثيرة،وأكدته دراسية علمية صادرة عن جامعتي جورجيا وألاباما الأمريكيتين مفادها أن التغطية الإعلامية للهجمات التي ينفذها مسلمون تزيد بنسبة 357% عن تلك التي ينفذها غير مسلمين.

    فجأة ودون سابق إنذار يستيقظ مسلمو العالم على خبر استشهاد خمسين مسلم في مذبحة المسجدين التي وقعت بمدينة كرايست تشيرتش في نيوزيلندا وبثت على الهواء مباشرة في سابقة ربما تكون الاولى من نوعها ،لكن حجم التعاطف والاستنكار عالمياً لم يرتق لما كان عليه في حوادث إرهابية مماثلة،وفي حين ظهر المتهم الرئيس برينتون هاريسون تارانت أمام المحكمة،بقي اثنان من المشتبه بهم في عهدة الشرطة ولم يتم الكشف عن هويتهما.

    هذه الحادثة أضافت حزناً جديداً في رصيد قلوب مسلمي العالم وزادتهم وجعاً على وجع،فبالأمس وقبله كان المسجد الأقصى مغلقاً في وجه المصلين الذين يتعرضون لاعتداءات وحشية ومضايقات دنئية من قطعان الجيش الصهيوني كلما يمموا وجههم شطر قبلتهم الأولى ومسرى نبيهم،فضلاً عن شعورهم الدائم بالهجوم الذي يتعرض له دينهم ومحاولة إقصائه على يد تيارات الداخل والخارج،وكالعادة تضيع الحقوق إذا كانت لهم ويتم استحقاقها بالكيل الوافي إذا كانت عليهم.

    في الأردن مثلاً لم نر أكثر من الاستنكار وتأكيد المتابعة رداً على استشهاد أربعة ممن يحملون الجنسية الأردنية في مجزرة نيوزيلندا،ولم يكن الرد السعودي أو المصري بأحسن حال بعد استشهاد واحد من كل دولة في الحادثة ذاتها،فيما كان الرد الرسمي التركي على الحادثة التي تحدثت أنباء عن استشهاد أتراك فيها أشد وطئاً وأقوم قيلا،حيث أعلنت ائرة الاتصال في الرئاسة التركية، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيرسل وفداً يضم نائبه فؤاد أوكتاي، ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو إلى نيوزيلندا ، من أجل تقييم الموقف مع المسؤولين النيوزيلنديين، والعمل على وضع خريطة طريق للتعامل معه.

    وحده تباين المواقف بين الدول العربية وتركيا إزاء الحادثة كان مبرراً كافياً لكثيرين حتى يعتبروا أن هوان دماءنا على غيرنا جائت في المقام الأول من كفنا الذي جرحناه بأيدينا،فالعرب الذين يعلنون التضامن مع غيرهم ويشاركون في مؤتمرات ومسيرات رفضاً للإرهاب الإسلامي بل ويحذرون مما اصطلح تسميته بـ "ألإسلاموفوبيا" هم ذاتهم العرب الذين يردون على استباحة دمائهم بخجل،ويتعاملون مع انتهاك حرماتهم وكرامتهم بلا غيرة أو وجل !





    [16-03-2019 11:07 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع