الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    المتنبي والكريم واللئيم

    ولد المتنبي في العراق وعاش في سوريا ومصر في القرن الرابع الهجري. كل ما قاله أو معظمه ما زلنا نستخدمه ونستشهد به حتى يومنا هذا. وكما يقال أيضاً إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحراً. وقد قال ربُّ العزة والجلاله في كتابه العزيز منذ ألف وأربعمائة وأربعين سنة (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (البقرة: 269)).

    والحمد لله على ما رزقنا الله من حكمة نرى فيها الخير الكثير لنا. والحياة مدرسة فتحت أبوابها منذ أن أهبط الله آدم وزوجه وإبليس من الجنة إلى الأرض وأرسل لهم الرسل والأنبياء ليهدوهم ويعلموهم في الحياة الدنيا. وأبواب مدرسة الحياة لا ولم ولن تغلق أبوابها ما دام هناك حياة على وجه الأرض.

    و يبقى الإنسان يتعلم مهما بلغ من الدرجات العليا من العلم في هذه الحياة من غيره ممن لديهم خبرة أكثر ومع تطور تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب وحيث أن هذا العلم لا يتوقف عند حد، نستمر في تعلم شيء جديد كل يوم. لدرجة أننا أصبحنا لا نستطيع متابعة كل جديد في هذا العلم. والذي دفعني للتكلم عن شعر المتنبي والولوج في الحكمة ومدرسة الحياة. أنني رغم خبرتي وعلمي وثقافتي المتنوعة إلا أنني أشعر بأنني بحاجة إلى أن أتعلم أكثر وأكثر من خبرة الآخرين. وخصوصاً عندما أستنتج بعد مرور زمن لا يقل عن عدد من السنوات من التعامل مع بعض الأشخاص والإخلاص لهم وبذل كل ما بوسعي لمساعدتهم والوقوف معهم في ظروفهم الصعبة ومساندتهم. لدرجة أنني تسببت في عدم رضى بعض أصدقائي من أجلهم. وجدت أنا ومن حولي ممن يعرفون حقيقة الأمر بيني وبنهم أنه ينطبق عليهم شعر المتنبي التالي:
    إذا أنت أكرمت الكريم ملكتـــــــــــه وإن أنت أكرمت اللئيــــــــــــــــم تمردا

    ولدرجه أنني ومن يعلم حقيقة ما كان بيني وبينهم صعقنا من تصرفاتهم المتمرده دون أي مبرر. كما يقول المثل: ما ترك اللئيم للطيب مكان في هذه الدنيا. أنا بكل صراحة تربيت ونشأت كغيري من الناس الطيبين في أسرة تساعد الآخرين وتبذل قصارى جهدها في ذلك وتؤثر الناس على نفسها. وأصبحت أتساءل كما يتساءل كل إنسان طيب مثلي: هل هؤلاء الأشخاص سيجعلون مني إنسان آخر؟ وأقلع عما كنت عليه من طيبة وحب المساعدة والإخلاص والوفاء ... إلخ لكل من يعمل معي وأتعامل معهم؟. أم أبقى كما أنا وأقول: حسبي الله ونعم الوكيل فيهم وفي أمثالهم ؟ وأقول: وأفوض أمري إلى الله فيهم؟. وفعلاً كما يقول الصالحون في هذه الأمة وصلنا إلى آخر الزمان الذي يصبح فيه الحليم حيـــــــــــــــــران.





    [13-03-2019 09:45 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع