الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    من هو العزير؟

    العزير هو رجل صالح من وجهة نظر الإسلام وإن كان المشهور عنه أنه نبي من أنبياء بني إسرائيل. وأنه كان حافظاً للتوراة، جدد دين التوحيد لبني إسرائيل وعلمهم التوراة بعد أن نسوها. وبينما كان ماشياً على حماره مرَّ على قرية خاوية ليس فيها بشر فجلس تحت شجرة ووضع طعامه وشرابه ليأكل ويشرب فقال متعجباً: كيف سيحيي الله أهل هذه القرية بعد موتهم من سنين طويله وأصبحوا تراباً؟ّ! فقبض الله روحه قبل أن يأكل أو يشرب وأماته وأمات حماره مئة عاماً ثم بعثه. وقد أرسل الله ملَكاً على صورة بشر ليوقظه من نومه فعندما إستيقظ العزير من نومه سأله الملَك: كم لبثت؟ فأجاب العزير: لبثت يوماً أو بعض يوم فرد الملَك عليه: بل لبثت مئة عام. وتابع حديثه بقوله: فأنظر إلى طعامك وشرابك لم يتغير طعمه ولم ينتن ولم يفسد نهائياً وكأنه طبخ وحضر في لحظته. ثم قال الملَك: أنظر إلى حمارك فلم يجد حماره لأنه تحول إلى تراب. وكان الهدف من إماتته وحماره مئة عام ليريه الله كيف يعيد خلق الحمار من ذرات التراب كما سيعيد الله في الآخرة خلق البشر أجمعين. فقال له الملَك: وأنظر إلى عظام الحمار كيف سنبنيها من ذرات التراب ويتشكل هيكل عظمي بإمر الله. وكيف سنعيد بناء جميع أجهزة حمارك ثم نكسوه باللحم والجلد وننفخ فيه روحه ويصبح كما كان قبل مئة عام.

    وقد شاهد العزير بأم عينه كيف أعاد الله خلق حماره من ذرات التراب ونفخ الروح فيه وأصبح كما كان قبل موته. فعندها أيقن العزير وبالدليل القاطع كيف سيعيد الله خلق البشر، قال: أعلم أن الله على كل شيء قدير. فقال له الملَك: كل طعامك وإشرب شرابك وإركب حمارك وإذهب إلى قومك وأعلمهم بما حدث معك ليكون ذلك آية ورساله من الله لبني إسرائيل في ذلك الزمان. فيقال: أنه كان عند العزير خادمه عمرها عشرون عاماً عندما خرج من بيته مع حماره ولما عاد الى بيته وطرق عليها الباب كان عمرها مائة وعشرون عاماً أي أنها أصبحت عجوزاً. فلم تقتنع بأنه العزير وبعد إلحاح شديد قالت له: حتى أصدقك أدعو الله أن أعود كما كنت صبية عندما غادرت البيت لأن العزير كان إذا دعى الله إستجاب له. ودعا العزير الله أن يعيد خادمته كما كانت صبية عمرها عشرون عاماً فعادت بإمر الله. فخرجت إلى شوارع القرية أو المدينة تقول: يا قوم لقد عاد العزير لقد عاد العزير وصدَّقوها وأخذ العزير يُعَلِّم قومه التوراه من جديد. قال تعالي في كتابه العزيز عن العزير(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة: 259)).

    لقد تناولت قصة العزير هذه حتى أقول لأهلي وعشيرتي وعزوتي وسندي وظهيري وفزعتي في كل الظروف والمناسبات في أردننا العزيز وخصوصاً الصالحين منهم، أننا بأمس الحاجه في هذه الظروف الصعبة جداً التي نمر بها إلى أن تدعوا الله لنا. وهو العزيز القدير الذي على كل شيء قدير أن يُوَلِّيَ أمورنا خيارنا وأن لا يُوَلِّي أمورنا شرارنا وأن يُنْعِم علينا من نعمه التي لا تعد ولا تحصى وأن يعيد الرخاء والحياة الكريمة والسعادة والسرور وهداة البال لكل مواطن أردني والمسلمين أجمعين. والله هو الله لا ولم ولن يتغير يغير ولا يتغير. ورب العزير هو ربنا وأنا كلي أمل أن الله سيستجيب دعاء الصالحين منَّا. ونحن لا نقنط من رحمة الله ولا يقنط من رحمة الله إلا القوم الكافرون(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(الزمر: 52)).





    [12-03-2019 09:01 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع