الرئيسية كواليس

شارك من خلال الواتس اب
    المتعطلون عن العمل يؤججون نيران العصيان المدني
    جانب من اعتصام شباب معان أمام الديوان الملكي - أرشيفية

    أحداث اليوم - أحمد بني هاني - بعد الأزمات الاقتصادية والسياسية المتلاحقة التي هزت ثقة الشارع بحكومة الدكتور عمر الرزاز، تطفو أزمة جديدة إلى السطح مع ظهور الدعوات للعصيان المدني، الاثنين، في معان جنوبي المملكة.

    وتواردت أنباء عن دعوات للعصيان المدني في معان احتجاجاً على السياسات الاقتصادية للحكومات في السنوات الأخيرة، وتضامناً مع المتعطلين عن العمل الذين خرجوا للمطالبة بأبسط حقوقهم في التشغيل والعيش.

    وانتشرت مقاطع فيديو، السبت، عبر منصات التواصل الاجتماعي للمطالبة بحقوق أبناء المحافظة في نيل فرص العمل، قبل أن يخرج العشرات والمبيت أمام الديوان الملكي تحت الأمطار ودرجات الحرارة المتدنية دون أي التفات من أي مسؤول حكومي.

    ويؤكد الخبير الاقتصادي حسام عايش أن الحكومة الحالية لا تستطيع تلبية مطالب الشباب بإيجاد فرص عمل لأن الاقتصاد على مدار 30-40 سنة لم يلبي الفرص للجميع.

    ويقول عايش لـ "أحداث اليوم"، إن المرحلة الحالية تتطلب وضع نموذج اقتصادي جديد وسياسات جديدة، وهذا يتطلب وقفاً للهدر بالنفقات ومحاربة الفساد بشكل حقيقي وزيادة حجم الاستثمارات الوطنية.

    ويلفت إلى أنه يجب النظر إلى القوانين التي تعيق الاستثمارات والمشاريع، مطالباً بإنشاء مؤسسة أو وزارة بدلاً من وزارة العمل تعنى بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة لتأمين العمل والعيش الكريم للشباب.

    ويشدد عايش على أن العصيان المدني أو اي أسلوب آخر من طرق التعبير السلبية لن يؤدي إلى خلق فرص العمل، ولن يساهم في تشغيل المتعطلين عن العمل الذين يقدّر عددهم بنحو 300 ألف.

    ويكمل أن دور الحكومات في العالم يكمن في ضبط ومراقبة البطالة والتضخم، ولكن في حال مرافقة البطالة للتضخم وارتفاعهما عن النسب المعقولة سيشكل ذلك كارثة على الاقتصاد.

    بدوره يحذّر أستاذ الإعلام باسم الطويسي من انتشار الإشاعات والأخبار الزائفة واستثمار القضايا العاجلة مثل قضية المتعطلين عن العمل بطرق مختلفة من بعض الأفراد أو الجهات.

    ويوضح الطويسي لـ "أحداث اليوم"، إن هذا الأمر يتطلب من وسائل الإعلام المزيد من الحرص والتحقق من المعلومات التي تصل إليها ومصدارها وعدم الذهاب وراء الأخبار المثيرة ومراعاة المصلحة العامة.

    ويشير إلى أن المتعطلين عن العمل لم يخرجوا لأي هدف سياسي أو حزبي أو أيدولوجي، وأنهم خرجوا من أجل قضية العمل، ولا يجوز من قبل وسائل الإعلام أو من قبل الأحزاب أو قبل القوة السياسية أن توظفها في أهداف أخرى.

    ويتابع الطويسي أن هناك عقلاء في معان وبكافة مناطق المملكة، ويجب عليهم احداث التوازن في الحياة العامة وعدم الذهاب وراء أي دعوة تحريضية قد تؤدي إلى نتائج غير إيجابية ولا تنعكس على القضية الأساسية بشكل إيجابي.

    ويرى الناشط السياسي أحمد أبوغنيمة أنه على الدولة بسلطاتها السياسية والأمنية النظر إلى هذه الدعوات بشكل جدّي، لأن الأمور تتجه نحو التأزيم في ظل دخول الحكومة في غيبوبة تامة.

    ويقول أبوغنيمة لـ "أحداث اليوم"، إنه لا أثر للحكومة في المشهد الداخلي الذي بات محكوماً لمراكز قوى غير مرئية تفاجئ الأردنيين في كل يوم بقصة جديدة تزيد من احتقان الشارع وغضبه تجاه تجاهل مطالبه وحقوقه المشروعة.

    ويضيف أن اللقاءات التي يجريها الملك مع قطاعات متعددة ومختلفة في الأردن من سياسيين وإعلاميين ومفكرين هي لقاءات ايجابية يجب أن تتوسع لتشمل أكبر عدد ممكن من الفعاليات السياسية والاقتصادية والنقابية والاجتماعية.

    ويشدد على أن مخرجات اللقاءات الملكية بحاجة إلى ترجمة فعلية على أرض الواقع، ولكن بالتأكيد أدوات الترجمة الفعلية لن تكون من خلال هذه الحكومة التي لا تملك أدوات تواصل فعّالة مع الشعب.

    من جهته يؤكد النائب بصداح الحباشنة أن فشل حكومة عمر الرزاز في ادارة أزمة المتعطلين للعمل، واستفزاز الأردنيين بتكريم الفنانات والتعيينات الأخيرة ساعد بتأجيج الوضع في الشارع.

    ويبيّن الحباشنة لـ "أحداث اليوم"، أن المشكلة بدأت عام 2007 عندما بدأت مشاريع الخصخصة وبيع المؤسسات الوطنية، وعلى إثرها فقدت الدولة سيادتها عليها.

    ويحذر من انتقال ثقافة العصيان المدني إلى بقية المحافظات حال نجاحه في معان مثلما انتشرت المسيرات الراجلة للمتعطلين عن العمل من كل المحافظات إلى الديوان الملكي.

    ويصف الحباشنة حكومة الرزاز بالأسوأ خلال السنوات الماضية، وأنها حكومة عرفية تعتقل من يقف بطريقها وتكمم الأفواه، مشيراً إلى أن الحل يكمk برحيل الحكومة ومجلس النواب وتفعيل الحياة الحزبية.





    [10-03-2019 11:21 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع