الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    جبر الخواطر

    كلمة جبر تأتى من كلمة جبيره والجبيره هى المسئولة عن إصلاح الكسور فى العظام،فجبر الخواطر هى أن تحاول إصلاح وتطييب مشاعر ونفوس الناس، وذلك بمحاولة مساعدتهم والوقوف بجانبهم دون أذية مشاعرهم أو إشعارهم بالحرج،فالفقير والمظلوم والضعيف يحتاج لجبر الخواطر، كما أن الكلمة الطيبة من جبر الخواطر، فجبر الخواطر عبادة وخلق يجب أن نتعامل به مع كل خلق الله. جبر الخواطر من أهم العبادات التى يثاب عليها الإنسان،فقد قال العلماء "ما عُبِدَ الله بشئ أفضل من جبر الخواطر". فمن الأولى لكل ربِّ أسرة أن يجبر خواطر أفراد أسرته قبل أن يجبر خواطر غيرهم ممن يستحقون جبر خواطر. فمن حق الزوجة والأولاد أن تجبر خواطرهم قبل غيرهم وقد قال رسول اهأن صلى اهبَ عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي، ويشمل هذا الحديث حتى الأقارب الأقرب فالأقرب.

    أما الوالدين فيجب أن نبرِّهما ونحسن اليهما وليس جبر خواطرهما لأن اهكِ قرن عبادته ورضاه على الإنسان ببر الوالدين والإحسان لهما (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً، إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً(الإسراء:23-25)، وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ(العنكبوت: 8)). كما وضح اهِه ترتيب الإحسان للأقارب وغيرهم وبالترتيب (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً(النساء: 36)). والإحسان من أعلى مراتب الإيمان، قال تعالى (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ(يونس: 26)), وقال النبي صلى الله عليه وسلم: الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك. ونسأل اه ا أن يولي أمورنا خيارنا وممن يتصفون بالإحسان حتى يكون من ولُّوا عليهم في أحسن حال وأهدأ بال ويعيشون عيشة كريمة.

    فنطالب كل من لم يستطع جبر خواطر الآخرين أن لا يكسر خواطرهم ويغضب ربِّ العالمين لأننا ذكرنا في أول مقالتنا أن من أهم العبادات عند اهَي ويثاب عليها الإنسان هي جبر الخواطر. اللهم إجعلنا ممن يجبرون خواطر الآخرين وينالون ثواب ورضى ربِّ العالمين.





    [10-03-2019 09:42 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع