الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    يوم المرأة العالمي

    يحتفل العالم في 8/3 من كل عام بيوم المرأة العالمي، ولكن هناك فرق كبير بين ان يطلق على المرأة زوجه أو إمرأه. فإن لفظ زوجه يطلق على المرأة إذا كانت الزوجية تامة بينها وبين زوجها وكان التوافق والإقتران والإنسجام تاماً بينهما بدون إختلاف ديني أو نفسي أو جنسي. فإذا لم يكن التوافق والإنسجام كاملاً ولم تكن الزوجيه متحققه بينهما فإن القرآن يطلق عليها إسم إمرأة وليست زوجاً كأن يكون هناك إختلاف ديني أو عقائدي أو جنسي بينهما ومن الأمثله على إسم زوجه (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (البقرة: 35)، (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الروم: 21)). ومن الأمثلة على إسم إمرأة (ضرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ، وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (التحريم: 10و11)). وهنا في الآية رقم 11 يبين الله الفرق بين فرعون وإمرأته فهي مؤمنه وهو كافر فهما على إختلاف ديني وعقائدي ولم يتحقق الإنسجام بينهما فأطلق عليها إمرأته وليس زوجه.

    ومن روائع التعبير القرآني العظيم في التفريق بين كلمة زوج وإمرأة ما جرى في إخبار القرآن عن دعاء نبينا زكريا عندما دعا ربه أن يرزقه ولداً يرثه حيث كانت إمرأته عاقرا لا تنجب فإستجاب الله دعاءه وأصلح له زوجه بأن أصبحت قادرة على الحمل والولاده (كهيعص، ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا، إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا، قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا، وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا، يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا، يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىٰ لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا، قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا، قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا، قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا، فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (مريم:1- 11)، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (الأنبياء: 90)). ويتضح مما سبق من الأيات أن إمرأة زكريا عليه السلام قبل أن تحمل وتلد يحيى سميت إمرأة وبعد الحمل والولادة سميت زوجه.

    وربما لما أوضحناه بالتفصيل سالفاً عن متى تسمى المرأة إمرأة ومتى تسمى زوجه لم يسمى اليوم الذي يحتفل به العالم بتاريخ 8/3 من كل عام بيوم الزوجه بل شمل المعنيين إمرأة وزوجه وسمي بيوم المرأة العالمي. فنبارك لكل زوجه وكل إمرأة بهذا اليوم لأن المرأة هي نبع العطف والحنان والرحمة والعطاء والتضحية والحياة والحيوية والنشاط ... في كل مكان تحل فيه. والرسول محمد صلى الله عليه وسلم اوصى بالقوارير أي النساء سواء أكانت زوجه أو غير ذلك. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رفقاً بالقوارير وقوله: استوصوا بالنساء خيرا. وهذا ما نادى به رسول العالمين من قبل ألف وأربعمائة وأربعين سنة.





    [09-03-2019 09:33 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع