الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    أُذُن من طين وأُذُن من عجين

    قسَّم الله أرزاق البشر وأعمارهم وأشقياء أو سعداء عندما أصبحوا مائة وعشرون يوماً من أعمار أجنتهم في أرحام أمهاتهم خلال فترة الحمل. ولكن على كل إنسان أن يسعى في هذه الأرض ليحصل على رزقه. فجلوس الإنسان في بيته بدون عمل لا يمكنه من الحصول على رزقه. قال الله تعالى في كتابه العزيز(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ(الملك: 15)). كما قال الله أيضاً (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ، فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ(الذاريات: 22 و 23)). فنحمد الله أن رزق الإنسان في السماء وليس في الأرض لأنه لو كان في الأرض على ما نراه من الطمع والجشع واللؤم وعدم الشعور مع الفقراء والمساكين من قبل بعض الأغنياء والميسورين والمترفين لما سقى أي منهم الفقراء شربة ماء. والذي نعلمه جيداً أن الله خلقنا مختلفين في الصفات والمواصفات والقدرات ... إلخ حتى يخدم بعضنا البعض، وتستمر الحياة بين الناس وفي هذه الدنيا حتى يرث الله الأرض وما عليها. فمنَّا الأطباء ومنَّا المهندسين ومنَّا العمال ... إلخ فالله يسر لنا رزقنا معتمدين على بعضنا البعض.

    فمن كان رزقه على غيره فليحافظ على إستمرارية عمل وحياة ذلك الإنسان أو الناس. فالعاقل لا يضر نفسه بإلحاق الضرر بمن يعتمد عليه رزقه وإلا يكون جاهلاً والجاهل عدو نفسه وعدو غيره. ولما تقدم نتساءل: لماذا بعض المسؤولين يلحقون الضرر بشكل مباشر أو غير مباشر على من يعتمدون عليهم في رزقهم أو دخلهم؟! ألا يدفع تُجَّار الجملة وأصحاب المحلات التجارية بالمُفَرَّق في عمان وجميع المدن الأردنية رخص لمحلاتهم وضرائب عديدة وغيرها لأمانة عمان الكبرى وغيرها من الجهات الرسمية. أليس أولئك هم مصدر دخل أمانة عمان وغيرها من الجهات الرسمية؟ ألا يجب أن نحافط على تيسير أعمالهم وتهيئة كل الظروف البيئية والجوية المناسبة لهم وتحت أقصى الظروف الجوية حتى يستمر عملهم ويزيد دخل الجهات المذكورة. فكيف سيكون ذلك ونحن نلحق بهم وبمحلاتهم التجارية الضرر ونعيق سير أعمالهم بعدم تقديم ما يلزمهم من خدمات. كما حصل يوم الخميس الموافق 28/2/2019 من غرق لمحلاتهم بكل ما فيها من بضائع وسياراتهم بفعل المنخفض الجوي وفيضان المناهل وقنوات تصريف مياه الأمطار.

    فنحن نطالب الجهات الرسمية المسؤولة في أي ظرف جوي سيء سواء أكان ثلوج أو منخفضات جوية مصحوبة بالأمطار الغزيرة والرياح العاتية بالقيام بواجباتهم على أكمل وجه سواء أكان الإحتياطية او خلال وصول المنخفض. ولا عذر يقبل من قبل المسؤولين وذلك لأننا مررنا بمثل هذه الظروف أكثر من مرة وعانينا المعاناة القاسية ولم تستفد الجهات الرسمية من كل المناشدات من قبل الناس والمتضررين وأصحاب الصحافة والإعلام من خلال وسائل التواصل الإجتماعي المرئية والمسموعة والمكتوبة. وكأن المسؤولين عاملين آذان من طين وآذان من عجين. ونكرر السؤال من الذي يلحق الضرر بنفسه وبالدولة هل هو المسؤول العاقل أم المسؤول الجاهل؟ ومن لا يعاقب على أخطائة من المسؤولين يسهل عليه إعادتها. فنسأل أصحاب القرار في أردننا العزيز أن يختاروا المسؤولين الذين يخافون الله في القيادة الهاشمية الفذة والوطن والمواطنين ومن عندهم الخبرات والقدرات وليس غير ذلك ولا تحت أي ضغوطات من قبل أي جهة كانت.





    [02-03-2019 01:19 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع