الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    ما بعد «مبادرة لندن»

    المبادرة الدولية التي انعقدت في لندن أصدرت التزامات قوية بالدعم ونجح الاْردن مع بريطانيا بحشد المانحين الأساسيين وتولت المتابعة وحث هذه الدول والمؤسسات المانحة على الوفاء بما التزموا به سابقاً ومن جديد تجاه الاْردن ومع ذلك لا زلنا بحاجة للمزيد فالعبء لازال كبيراً.

    الدول المانحة تريد فعلاً أن تقدم دعماً لمساندة الاْردن ولمواجهة أعباء اللجوء السوري، وقد انتظرت فترة طويلة كانت فيها المعاناة تتزايد لماذا لم تتحرك سابقا؟.

    كانت الحجة، على الاْردن أن يتحرك أيضاً لكن على طريق وعرة زادت من معاناته وقد أنجز فعلاً منظومة الإصلاحات القاسية لكن بثمن وكلفة باهظة.

    في هذا المجال لا بد من الوقوف عند الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك في المؤتمر، حيث قدم وجهة نظر المملكة على ضوء التجارب الواقعية.

    لكنه في ذات الوقت قدم الاْردن باعتباره فرصة تستحق الدعم.

    لم يقصد جلالة الملك إثارة العواطف بل أنه قصد عرض إمكانات دولة قوية بصبرها وصمودها في مواجهة الأعباء والعواصف وهو ما دعا رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي التي تركت نقاشاً ساخناً في البرلمان حول مستقبل بريطانيا في أوروبا لتكون مع الاْردن لاستخدام كلمة الإلهام في وصف الاْردن.

    هناك من أساء تفسير الضغوط على المجتمع الدولي بأنها تسول، هذا غير صحيح، فالأردن يحث المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته والقيام بالواجب تجاهه.

    من الواضح أن الحكومة قامت بجهود كبيرة لإنجاح مشاركتها في المؤتمر فالمؤسسات والوزارات كانت جاهزة وعرضت في المؤتمر، فرصاً واقعية وكان بحوزتها ورقة ناجحة هي تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية وشهادة صندوق النقد وخبراء زاروا الاْردن قبل انعقاد المؤتمر.

    لم يذهب الأردن الى مؤتمر لندن متسولاً، فهو عرض فرصاً واقعية للاستثمار وقد أتم ولا زال دوره في إيواء اللاجئين السوريين وغيرهم نيابة عن المجتمع الدولي على أكمل وجه ولا يزال.

    لم يعلق الاْردن آمالاً عريضة على المؤتمر لكن ترك للمؤسسات الدولية مهمة الترويج له وفي ذات الوقت لم يكن بالنسبة له مجرد نشاط دبلوماسي تلقى فيه المديح والكلام المعسول على الصمود ودوره المتقدم في المنطقة وكان ما حصل عليه واقعياً لكن هناك المزيد فهو قد نجح في فتح ثغرة كبيرة في قناعات المجتمع الدولي بأهليته كمكان مناسب للاستثمار.

    بعد المؤتمر يفترض أن يبدأ العمل على تصويب ثغرات القوانين واليوم تبدو الحاجة ماسة لمراجعة شاملة لكل القوانين والتشريعات فالترويج لإزالة العراقيل أمام القطاع الخاص الأردني أولاً والعربي والأجنبي.

    السماء لن تمطر دولارات فهي ستأتي بالجهد والعمل والإعداد المناسب.





    [02-03-2019 01:16 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع