الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    هل نحن من سلالة قابيـــــــل؟!

    لقد ذكرت في مقالات سابقة لي أن أكثرالناس من بني آدم هم من أصحاب النفوس الأمارة بالسوء. والبعض ألآخر منهم من النفوس اللوامة والبعض القليل القليل جداُ منهم من النفوس المطمئنة وكان ذلك بمشيئة ربِّ العالمين أولاً وبتأثير الأنبياء والرسل والكتب السماوية عليهم ثانياً رغم أنف الشيطان الرجيم. وأول من عصى ربَّه هو أبو البشر سيدنا آدم وزوجه عليهما السلام عندما نهاهما الله عن الإقتراب من الشجره ولم ينتهيا وسمعا كلام إبليس وأكلا من الشجرة فأخرجهما الله من الجنة وأهبطهما إلى الأرض مع الشيطان الرجيم، وذلك بعد أن تاب الله على آدم عليه السلام على أن يرسل له ولزوجه ولذريته الأنبياء والرسل، فمن تبع منهم هدى الله ورضي عنه كانت له الجنة ومن إختار طريق الضلال فله النار(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ، فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ، فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 35-38)).

    وبدأ تكاثر آدم عليه السلام وزوجه في الأرض بإذن الله، وكانت زوج آدم تحمل في كل بطن توأمان ذكر وأنثى وعندما كبرا أمر الله بأن يتزوج ذكر البطن الأول من أنثى البطن الثاني وهكذا حتى جعل منهم شعوباً وقبائل. وقد أعلمنا الله في القرآن الكريم أنه كان هناك ذكران هما قابيل وهابيل أما أسماء الأنثيان فلا علم لنا بهما. وهنا عدنا إلى ألنفس الأمارة بالسوء والتي وصفناها سابقاً مع بقية أنواع النفوس في مقالة لنا بعنوان " النفوس ". ووقع الخلاف بين قابيل وهابيل على من سيتزوج الأخت الأجمل ( يا سبحان الله من بداية الخليقة كان الخلاف بين الذكور على الإناث). فلحل الخلاف بين الأخوين تم الإقتراح من قبل آدم وزوجه أن يقدم كلٍ من قابيل وهابيل قرباناً لله ومن يُتَقَبَلُ قربانه يفوز بالأخت الأجمل (وكان يسمح في بداية الخليقة بزواج الأخ من أخته للتكاثر). وكان قابيل فلاَّحاً وهابيل راعياً فقدم قابيل أسوأ ما عنده من القمح فلم يُتَقَبَلَ منه وقدم هابيل أفضل ما عنده من رؤوس الأغنام فَتُقِبَلَ منه. وهنا ثارت النفس الأمارة بالسوء عند قابيل وقتل أخوه هابيل وكانت أول جريمة قتل في الكون (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ، لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ،فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (المائدة: 27-30)).

    ولكن لو حسبنا كم بطن ستلد زوج آدم حتى يتمكن ذكر البطن الآول من الزواج من أنثى البطن الثاني على أساس أن السن القابل للزواج في تلك الأيام هو سن الثامنه عشرة سوف تلد عشروة بطناً فيكون ذكر البطن الأول بلغ سن التاسعة عشرة وأنثى البطن الثاني بلغت الثامنة عشرة (أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ(الزخرف: 18) والمقصود هنا الأنثى ورقم الآية 18 وهو السن الأمثل للأنثى والتي تكون فيه الأنثى في أجمل وأبهى ما تكون. وذكر البطن الثاني حتى يتزوج من أنثى البطن الثالث تكون زوج آدم قد خلفت واحد وعشرون بطناً وهكذا والله أعلم. نعم، هابيل قُتِلَ ولكن كم هابيل من أبناء آدم قُتِلَ؟ وكم قابيل من أبناء آدم بقي وتزوج وأنجب هو وزوجه؟! لما تقدم نستطيع أن نقول: نحن ربما أغلبنا من نسل قابيل ولكن يبقى البعض الآخر منَّا من نسل هابيل آخر أو هوابيل آخرين. أي فينا من أصحاب النفوس الأمارة بالسوء الكثير والقليل من أصحاب النفوس اللوامه والقليل القليل جداً من أصحاب النفوس المطمئة كما أوضحت في مقالتي السابقة بعنوان " النفوس ".





    [28-02-2019 11:37 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع