الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    إلى أين ذاهبون في الوطن؟

    كثيرٌ من الكتاب والصحفييين والإعلاميين وبعض الأعيان والنواب والمسؤولين السابقين يتساءلون هذا السؤال: إلى أين ذاهبون في وطننا العزيز؟ّ! ويتكرر السؤال منذ سنين وها نحن بين الفينة والأخرى نسمعه من شخص أو آخر ممن ذكرنا. لدرجة أن هذا السؤال أصبح يتكرر على لسان المواطن العادي. ولا أحد قدَّم إجابة عن هذا السؤال. أستطيع أن أقول لكم أن الجواب على هذا السؤال سهل جداً وموجوده إجابته منذ ألفٍ وأربعمائة واربعون سنة. ولكن قبل أن أجيب على هذا السؤال دعونا نناقش في بعض ما مر به وطننا العزيز خلال الخمسة عقود من السنوات الماضية.

    كان أردننا العزيز وشعبنا الوفي المؤمن بالله المحافظ على عاداته وتقاليدة وصلاته وصيامه وقيامه وتقواه ... إلخ يمر في حالة من الرخاء والسعادة والسرور، حسدنا عليها كل من حولنا من دول الجوار، وكان معظم أفراد شعبنا الوفي يشكر الله على نعمه (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (إبراهيم:7)). ولكن بعد ذلك بدأنا نبعد قليلاً قليلاً عن إيماننا بالله وعاداتنا الأصيلة ومخافة الله فيما بيننا. وبدأ القوي يظلم الضعيف ويستقوي عليه وبدأ المسؤول يستغل منصبه لفائدته وفائدة أقرابائه ولم يأخذ بعين الإعتبار العدل والكفاءة والأولوية كمعايير للتعيينات في الوظائف وغيرها من أماكن المسؤولية القيادية. ظانين أولئك المسؤولين أن الله غافلاً عمَّا يعملون (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ، مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ(إبراهيم: 42 و 43)). وطبيعة ربِّ هذا الكون الإمهال وليس الإهمال (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (النحل: 61)).

    لا أريد أن أطيل عليكم وأترك البقيه من مقالتي للقارئ الفطن. فجوابي على السؤال: إلى أين ذاهبون في الوطن؟ هو من جزئين: الجزء الأول من الجواب، سوف لن يغير الله ما حل فينا إلا إذا غيَّرنا ما في أنفسنا(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ(الرغد: 11)). أما الجزء الثاني من الجواب يكمن في الآيتين (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ(الحديد: 22 و 23)). ونسأل الله كل الخير لقيادتنا الهاشمية الفذه والتي بحنكتها حافظت على وطننا عزيزاً مكرماً خلال ما مرت به المنطقة من عواصف عاتية، ولوطننا العزيز، ولشعبنا الوفي المخلص.





    [19-02-2019 08:58 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع