الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    ذكاء أبو الأنبياء.

    سُمِيَ سيدنا إبراهيم عليه السلام بأبو الأنبياء، لأنه جاء من سلالته معظم أنبياء الديانات السماوية اليهودية والمسيحية والإسلامية بترتيب النزول. وقد أثبت سيدنا إبراهيم عليه السلام في أكثر من حادثة إلهية حدثت معه بأنه من أذكى الأنبياء (أقول من أذكى الأنبياء وهذا لا يعني أن بقية الأنبياء غير أذكياء للذين يحاولون التفسير الخاطيء لما أكتب). فطريقة هدايته لله سبحانه وتعالى كانت تدل على ذكاء وفطنه عاليتين. فقد إهتدى إلى الله خالق ومدير ومدبر هذا الكون مستخدماً الطريقة العلمية الإستقرائية، فيكون بذلك هو أول من إستخدم الطريقة العلمية الإستقرائية في هذا الكون قبل أي عالم آخر من أي أمة. والآيات التالية تبين ذلك بكل وضوح (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (الأنعام: 74) وأي فتى يستطيع أن يقول لأبيه هذا الكلام لولا أنه يملك العقل النَيِّر والفطنة والدليل على ما يقول). وهنا بدأت قصة سيدنا إبراهيم بالتفكير في ملكوت السماوات والأرض وإستخدم عقله وتفكيرة وأسلوبه العلمي الإستقرائي والمنطقي السليم في الإستدلال على الله سبحانه وتعالى (وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ(الأنعام:75) وقد بدأ الله يريه ملكوت السموات والأرض ليجعل إيمانه به إيماناً عن يقين قوي لا يتغير).

    وهنا بدأت رحلة معرفة الله (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ(الأنعام: 76)، فعندما حلَّ الليل على سيدنا إبراهيم رأى كوكباً في كبد السماء فقال في نفسه: هذا ربَّي. فعندما غاب الكوكب عن نظره وإختفى قال: لقد أفل وهذا يعني أنه ليس خالق ومدبر ومدير لهذا الكون وإنما مخلوق والخالق لا يجب أن يختفي). وإستمر بالتفكير في خلق السموات والأرض. فلما رأى القمر ظاهراً واضحاً منيراً الليل قال: هذا ربِّي وكلنا نعرف أن القمر يظهر في الليل ويتحرك ومن ثم يغيب عن منطقة ويظهر في منطقة أخرى (فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ: لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ(الأنعام: 77)، قال: إذا لم يهدني ربِّي للإستدلال عليه سوف أكون ضالاً عن الهداية كالآخرين كما قال لأبيه في الآية رقم 74 سابقاً: إني لأراك وقومك في ضلالٍ مبين وواضح). ونام سيدنا إبراهيم عليه السلام بعد أن أنهكه التعب والتفكير فعندما نهض من نومه وأصبح الصباح وأشرقت الشمس، رأى الشمس فقال: هذا ربِّي هذا أكبر مما رأيت سابقاً، الكوكب والقمر، فلما أفلت قال لقومه: إني بريءٌ مما تشركون(فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ(الأنعام: 78). وقال: لا بد أن يكون هناك خالق لكل ما رأيت ولكل ما في ملكوت السموات والأرض، فأنا وجهت وجهي لخالق هذا الكون وما فيه وما أنا منكم ولست أشرك بالله أحداً (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (الأنعام: 79)).

    لقد أثبتت الآيات السابقة أن سيدنا إبراهيم عليه السلام إهتدى إلى الله مستخدماً عقله وفطنته وذكائه الخارق بالبحث وبالإستدلال، وهذا ما يسميه العلماء في وقتنا الحاضر الطريقة العلمية الإستقرائية.





    [16-02-2019 11:35 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع