الرئيسية 
مقالات واراء
لقد خلق الله سيدنا آدم عليه السلام من أديم الأرض ولهذا سماه اهل آدم (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسان مِنْ طِينٍ، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ، ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ(السجده: 7- 9))،عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال: إنّ الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع أديم الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والخبيث والطيب والسّهل والحزن وبين ذلك، رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، وصحّحه الألباني رحمه الله. وخلق الله زوجه من نفسه أي من حي فسماها الله حواء كما رُوي. كانت زوج آدم عليه السلام تحمل في كل بطن توأم ذكر وأنثى، وبعد أن علَّم الله سيدنا آدم عليه السلام الأسماء كلها بدأ هو وزوجه بتسمية أولادهما فسميا غلام البطن الآول بقابيل وغلام البطن الثاني بهابيل. أما الإناث فلا أستطيع أن أذكر أسمائهن لأن القرآن الكريم لم يذكرهن. وكان سيدنا آدم يزوج غلام البطن الأول لجارية البطن الثاني وهكذا عن النبي صلى الله عليه وسلم: كان لا يولد لآدم مولود إلا ولد معه جارية ، فكان يزوج غلام هذا البطن لجارية البطن الآخر، ويزوج جارية هذا البطن لغلام البطن الآخر.
وبعد ذلك كثرت الأمم من نسل بنو آدم وزوجه وأخذ الأباء والأمهات بسنة أبوهم آدم وأمهم حواء بتسمية أبنائهم. وكان المولود في كثير من الأحيان يأخذ إسمه من البيئة والنشأة وطبيعة العمل والعلم الذي يتعلمه والصفات التي يتصف بها. ومن هنا بدأت العائلات والعشائر تأخذ أسمائها. فدعوني أعطي أمثلة على ذلك وأبدأ بأسماء أفخاذ عشيرتى قبل أي عشيرة أخرى. فنحن عشيرة آل خماش تتكون من أربعة أفخاذ نسبة لأربعة أولاد كل واحد منهم كان له صفات معينه وأسماء هذه الأفخاذ هي: أبو الهدى: كان هذا الولد على علم ودين وهداه الله إلى سواء السبيل وكان من ذريته الشيوخ والمفتيون، خماش: ولماذا هذا الفخذ سُمِيَ بهذا الإسم لأن جد هذا الفخذ كان يحسن كتابة الخط والفن (ففي اللغة العربية يخمش الخط يحسنه أي خطاطاً أو فنَّاناً) والذي صمم أكبر التصاميم في الأردن وعلى مستوى عالمي من هذا الفخذ وهو الفنان عمَّار الخماش. والجوهري: وهذا الولد كان عقله كبير ونيِّر وجوهرة، وأبو دقر: ربما كان هذا الولد صعب في مزاجه وفي التعامل مع الآخرين (أرجو من أبناء عمومتنا آل ابو دقر أن يعذروني هكذا ما ورد عن السلف). ومن الناس من أخذوا أسماءهم من طبيعة عملهم مثل آل النجار وآل الحداد آل الخياط ... إلخ. وبعض الناس أخذوا أسمائهم من التجارة التي كانوا يعملون بها مثل آل ابو العسل وآل ابو البصل وآل ابو الفول آل ابو السمن وآل الديك ووآل ابو العدس ... إلخ. ولا أريد أن أطيل.
ولكون الإسم يلتصق بصاحبه إلى ولد الولد وكما يقال لكل إنسان من إسمه نصيب، عن ابن عبَّاس قال: قالوا: يا رسولَ الله، قد علِمنا حقَّ الوالد، فما حقُّ الولَد؟ قال: أن يُحسن اسمَه، ويُحسن أدبَه. فعلينا أن نحسن أسماء أولادنا ونبعد كل البعد عن الألقاب لأن اللقب في كثير من الأحيان يغلب على الإسم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (الحجرات: 11). ولما تقدم فالإنسان هو الإنسان سواء أكان عربياً أوعجمياً أو أوروبياً أو أمريكياً ... إلخ فعلينا أن نحكم عليه من خلال تصرفاته وليس من خلال إسم عائلته أو عشيرته. ولا تنسوا أننا نتعامل كمتعلمين ومثقفين مع كثير من الجنسيات والتي لا نعلم لغتهم وما تعنيه اسماءهم. فالإسم هو عبارة عن مميز للإنسان لتمييزه عن غيره من إخوته وأخواته في العالئلة أو بين الناس ولا يعكس بالفعل صفاته أو تصرفاته في كثير من الحالات. وصفات الإنسان وتصرفاته تتغير بفعل الزمن والعلم والثقافه التي يستقيها ممن حوله ومن العالم. وكثير من الأحيان تجد أن الناس الذين تحمل عوائلهم أسماء لا يستحسنها كثير من الناس تجدهم قمه في الأخلاق والتعامل مع غيرهم من الناس ورزقهم الله بحسن الخلقة وجمالها وسمو الخلق. فمن هذا المنبر الحر أطلب من جميع الآباء والأمهات بإختيارلأولادهم أحسن الأسماء وأن يحسنوا تربيتهم، ويبتعدوا كل البعد عن الألقاب بكل أنواعها لأنها في كثير من الأحيان تغلب عل الإسم. وأن يتجنبوا تسميتهم بتسمية أسماء أجنبية لا يُعَرَف معانيها، ونحمد اه ب على كل حال وعلى ما رزقنا اهل من أسماء حسنه لعوائلنا وعشائرنا ونعمل جاهدين على إعطاء أجمل صورة عن أنفسنا.
