الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    معاناة التقليد الأعمى

    لقد خلق الله البشر كما ذكرنا سابقاً بعقول وغريزة وكل إنسان رضي وإقتنع بعقلة ولكن لم يرض برزقه فيا سبحان الله. ونفوس البشر كما ذكرنا سابقاً أيضاً هي ثلاثة أنواع وقد أوضحناها سابقاً بالتفصيل وبالأدلة القرآنية في مقالة بعنوان " النفوس ". وأكثر الناس من النفوس الأمارة بالسوء. والنفس الأمارة بالسوء لا تخاف الله لا في نفسها ولا في الناس أعني أنها تؤذي حالها وتؤذي الآخرين. ومن طبيعة هذه النفس عدم الرضى بما قسم الله لها وعدم القناعة والطمع والجشع والنظر لما عند الغير مما رزقهم الله (أي عين فارغة لا يملؤها إلا التراب) ومنها من تحسد الناس أي تتمنى أن يزول ما عندهم من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى.

    ويحاول هؤلاء الناس الذين يمتلكون هذا النوع من النفوس تقليد الغير بأي طريقة، المهم عندهم إرضاء هذه النفس على حساب معاناتهم وتذللهم وإغراق أنفسهم في الديون والربا الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. فأضرب أمثلة على هذه الحالات في المجتمع والتي تكون سبباً في كره أقربائهم وممن يدعوا أنهم أصدقاؤهم وجيرانهم لهم. فيبدأ هؤلاء لإشباغ رغبات نفوسهم والتي لا تشبع، بطلب المساعدة من الأقارب ومن الأصدقاء ومن الجيران وينتقلون إلى خطوة أخرى بالإستدانة من الأقارب ولا يسددون ما عليهم من دين بالمماطلة ومن ثم بالطلب بالمسامحة. ومن ثم ينتقلون للإستدانه من الأصدقاء ومن الجيران ولا يوفون بسداد ديونهم. ولا يكترثون بالكلام وبالسمعة السيئة وربما يضطر بعض الجيران لرفع دعوة عليهم في المحاكم لإجبارهم علي سداد الدين بأي طريقة كانت أو يسجنون.

    وبعد ذلك ينتقلون إلى أخذ قروض من البنوك ومن ثم إعادة جدولة ديونهم لعدم قدرتهم على السداد (تتفنن البنوك في إغراق الناس بالدين والذي يكون ثلثه أو أكثر رِبَا والله أعلم). ويعانون من الفقر وقلة ما في اليد ويبدأوا من جديد يطلبون من الأقارب بقولهم: والله ما عندي فلوس أشتري خبز للأولاد ... إلخ (كل ذلك من أجل إرضاء النفس الأمارة بالسوء ولإسعادها بالتقليد للغير لوقت قصير جداُ والمعاناة طويلة في سداد ديونهم للبنوك وكل سنة تتكون من شهور وأيام. وهذه حال معظم الناس الذين يتزوجون من زوجات من نوع نفوسهم. وكما يقول المثل: هات قطبها أو مجنون ألقى حجر في البئر وهات مائة شخص يخرجونه.
    السؤال الذي يتبادر للذهن: هل هؤلاء يسمعون النصيحة؟ أو يتعلمون من اخطائهم؟ لا وألف لا. لأنهم لو يسمعون النصيحة أو يتعلمون من أخطائهم لما وصل بهم الحال إلا ما هم فيه وإسمحوا لي أن أستشهد هنا بأية من كتاب الله عز وجل وصفهم فيها (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا(الفرقان:44)). وينطبق عليهم الأمثلة العامية: العقل زينه واللي بلاه حزينه، والعيد ساعة والرعنة قتلت حالها، واللي معوش ما يلزموش، والقناعة كنز لا يفنى، وصبرك على نفسك ولا صبر الناس عليك.





    [11-02-2019 09:57 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع