الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الذرية

    الهدف السامي من خلق الله لآدم هو خلافته في الأرض وإعمارها (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ(البقرة: 30)). وليتم إعمار الأرض شاء الله أن يخلق زوج آدم ليتم الزواج بينهما ويرزقهما بالذرية (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ(الأعراف:189)).

    وفي هذه الآية كان الله لطيفاً في إستخدام كلمة تغشَّاها لتعني الزواج. والسؤال الذي يتبادر للذهن كيف كانت مراسم الزواج في الطلب والقبول على زمن آدم وزوجه؟! لا نعلمها، ولا نعلم أيضاَ من كان على رأس جاهة سيدنا آدم ومن كان على رأس جاهة زوجه( تساؤل هل كانت الملائكة؟! مجرد مداخله، علماً بأن كل ما تم هو بأمر الله).

    سنة الله في خلقه أنه لا يوجد إنسان في الوجود يحب أن يكون إنسان أفضل منه إلا إبنه أو إبنته ويضحي في كل ما يملك من أجل ذريته. وعادة الكثير من الناس يفضلون من الذرية الذكور لأسباب عديدة ومن أهمها أن الذكر يحمل إسم الأب والعائلة والعشيرة.

    والكثير من الناس أيضاً يعتقدون أن الذي يحدد نوع المولود ذكر أم أنثى هي الزوجه وفيما إذا رزق أي إنسان من هؤلاء من زوجته بالإناث فقط يقوم بالزواج من أخريات. وبالطبع هذا الإعتقاد خاطئ مائة في المائة لأن الذي يحدد نوع المولود ذكر أم أنثى هو ربِّ العباد والدليل على ذلك (ولله مُلْكُ السَّمواواتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ ما يَشاء يَهَبُ لِمَنْ يَشاء إِناثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاء الذُّكُورَ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (الشورى: 49 و 50)). وفي هاتين الآيتين تحدٍ كبير من ربِّ العالمين لكل أطباء العالم المتخصصون في النسائية تخصص الحمل والولاده فيما إذا كان أحدهم يستطيع تحديد نوع الجنين أو معرفته قبل مرور مائة وعشرون يوماً من عمر الجنين في رحم الأنثى.

    فأخاطب كل رجل عنده إعتقاد بأن الأنثى هي السبب في تحديد نوع المولود ذكر أم أنثى أن يصحح إعتقاده بالرجوع للآيتين 49 و 50 من سورة الشورى ويفهم معناهما جيداً. ويسأل الله أن يرزقه الذرية الصالحة والتي تكون له ولزوجته ولعائلته وعشيرته قرة أعين.

    ويحمد الله على أن الله رزقه في أولاد كاملين لا يوجد فيهم إعاقة أو أي تشوه خلقي . ويحمد الله أيضاً على سلامة زوجته بعد الولاده وعلى أن الله لم يجعله عقيماً كغيره من الناس. ولله في خلقه وفي كونه شؤون. فلو لم يوجد إناث كيف سيكون هناك مصاهرة ونسب بين الناس وتستمر البشرية في التكاثر وإعمار هذا الكون حتى يرث الله الأرض وما عليها؟!





    [08-02-2019 08:57 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع