الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    كل امرأة عابرة، تأخذني إليكِ .. !

    (1)

    لم تكن المسافة بيني وبينك أبعد من شهقة حارّة، كادت تخرج من روحي لتصيب جسدك الماثل أمامي مثل لعنة قديمة.

    كنتُ، قبلها، منتشيا بغيابك، وأتأمّل أشياءك المُلْقاة بإهمال على طاولة المكتب.
    كنتُ أُمْعِنُ في فوضاكِ . أتأمّل خطوط قلمك على ورقة تبعثرت فوقها حروف باللغة الانجليزية. وليس بعيدا عنه حقيبتك البيضاء، كان ثمة غطاء
    لهاتفك الجميل.

    كنتُ أخشى الاقتراب من بقاياكِ، وكأن روحاً سوف تنقضُّ عليّ لو أنني بالغتُ في التلصّص، أو سمحتُ لنفسي بالعبث بها.
    كنتُ أحسد حقيبتك البيضاء التي تحيط بذراعك، فيتعانق الأبيضان في فراغ المكان.
    كان ثمّة من يُمسك بأنفاسي حين جمعنا الممرّ، وسبقتِ خطواتي. حسدتُ نفسي على نعمة الاقتراب، كنتُ أخشى أن تخذلني مشاعري فألتصق بقناديلك.
    أية أُنثى هذي التي تسكنك، وتفتن روحي عن نساء العالمين؟
    أيّة معركة تلك التي خضتُّها خلف خنادق جسدك، وحيدا، أُقاوم رغبتي فيكِ، وأحاصِرُني من كل جهاتي!

    (2)

    كل يوم
    كل صباح
    كل مساء
    كل همسة
    كل التفاتة
    كل امرأة عابرة، تأخذني اليكِ.

    (3)

    أية أشواق تخرج من حنجرتي، تدنو منكِ وتغدو ملتهبة وتعود قطعة من جليد .
    أنا لا أكتب عنكِ،
    أنا مكتوب لأجلك، وبك أرفع القصائد على أسنّة الرّماح، وأزهو بين القبائل:هي امرأتي وفرَسي وجنوني وموتي وبعثي.
    أنا لا أغادر ذاتي الاّ لألتقيك في غيابك.

    أهرب مني اليّ،
    فلا أحد سواي يعرف لغة عينيكِ، حين تختلسان نظرة الى حرماني.
    وحدي السّجين، العاشق لقيوده، مادامت من لِحاظك.
    وحدي الأسير، الطّليق، الهائم، الفارّ من عدالة السكون الى جحيم الحب.
    وحدي، الأنيق حين أتهجّى اسمك، الطاووس، المُختال، المختلّ، المُحتلّ، السعيد باحتلالك.

    لا اريد مقاومة جمالك، فالنتيجة محسومة لصالحك.
    لا صُلح، الاّ مع روعتك، ولا تفاوض على بعض الحب.
    كل أراضيكِ مُلْكي.

    أنا الإقطاعيّ في زمن النرجس. وكل النساء سبايا يرجون طاعتك.
    الآن، أعود، الى مغارتي مثل ذئب فقد أنيابه في جولة خاسرة.
    الآن ،أعلن، استسلامي لروعتك، وبقائي في مَكْمَني، منتظرا معجزة أُخرى تجود بها السماء، للإقتراب من بساتينك ومن فاكهتك الشهيّة.

    الآن ،فقط، أُدرك، أنّ فراشة روحي لا بدّ أن تظلّ هائمة في فضائك، وأن الهلاك، سيكون مصيرها إن هي ألغت المسافة بين روحي وروحك.
    الآن، أعي تماما كم أنا وحيد،
    بدونك..!!.





    [07-02-2019 08:27 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع