الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الإكتئاب

    تعريف الإكتئاب: هو حالة من الإضطراب أو الإختلال النفسي تنتاب الإنسان في ظرف معين نتيجة للتفكير السلبي المتكرر والمتزايد في الحياة. وهذه الحالة تؤدي في الإنسان الى الشعور بعدم السعادة والسرور وعدم الإستقرار النفسي.

    ومن مسبباته: الوحدة، المرض، الإحباط، الفراغ، التقدم في العمر والشعور بقرب فقدان الأهل والأصدقاء والأحباب ومغادرة الدنيا. والشعور بالإكتئاب إذا لم يتم السيطرة عليه منذ بدايته يتحول عند الإنسان إلى مرض نفسي يصعب علاجه. وكما نعلم من بعض الأطباء النفسيين أن الإكتئاب أصبح مرض العصر ليس في عالمنا الإسلامي والعربي فحسب بل في دول العالم بأجمعه. وذلك بسبب عدم قدرة الإنسان على مجاراة تعقيدات الحياة وتطورها بشكل متسارع جداً.

    وحالات الإكتئاب الصعبة في الدول الإسكندنافية والمتقدمة أدت إلى إرتفاع نسبة الإنتحار لديهم. فنحمد الله أننا مسلمين لأن الإنتحار محرم على النفس البشرية وإن أقدم على فعلها أي شخص يخسر دنياه وآخرته ويكون مآله إلى النار. وللسيطرة على الإكتئاب منذ بداية الشعور به، يجب التعرف على أسبابه الحقيقية وليس عيباً أن يقصد الإنسان طبيب نفسي ويشرح له حالته بالتفصيل حتى يستطيع الطبيب تشخيص الحالة ويوصي بالعلاج المناسب. وكنتيجة لأكثر من محاولة لإستقصاء أسباب الإكتئاب، تبين لنا أن السبب الأكثر شيوعاً بين الناس هو الفراغ وعدم إشغال النفس بما يفيدها ويسليها ويغير الشعور إلى شعور أفضل.

    وللسيطرة على الشعور بالإكتئاب، أن يغير الشخص مكان جلوسه إلى مكان آخر ويشغل نفسه بما يحسن مزاجه ويدخل السعادة إلى نفسه ويمنعه من الإستمرار في التفكير الذي يقوده إلى الشعور السلبي. وقد يكون ذلك بذكر الله (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (الرعد: 28))، الإستغفار (و أَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ(هود: 3))، بمشاهدة التلفاز، قراءة ورد من القرآن الكريم صباحاً ومساءً، قراءة قصة، سماع الموسيقى، كتابة مقالة، قراءة كتاب مفيد، المشي، ممارسة بعض أنواع الرياضة، عمل مجموعة من الأصدقاء على الفيس بوك أو على الواتس أب أو غيرها من وسائل التواصل الإجتماعي والتفاعل مع أصدقائه على المجموعة، والمشاركة في المناسبات الثقافية والإجتماعية والفنية والتراثية ... إلخ من أعمال مفيدة تدخل البهجة والسرور والهدوء والطمأنينة إلى النفس.

    أنجز الذين تقدموا بالسن مهامهم في هذه الحياة الدنيا كلٍ على قدر إستطاعته. وما دام أنهم لا يشركون بالله فسوف يغفر الله لهم ذنوبهم ويدخلهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا (النساء:48)). وكل إنسان عندما ينتهي عمره في هذه الحياة الدنيا سيغادر إلى حياة أبدية أفضل بكثير، ولهذا عليه أن يكون مطمئناً ويكون سعيداً. وهذه سنة الله في خلقة ولا يدوم إلا وجه الله (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(القصص: 88)).ِ





    [07-02-2019 08:23 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع