الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    المال

    يلهث الناس جميعاً في العالم خلف المال ومنذ قديم الزمان. فالمال هو عصب الحياة في جميع نواحيها. قال تعالى في كتابه العزيز (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا(الكهف: 46)). وقد أعطى الله في هذه الآية الأولوية للمال عن البنين لأهمية المال. وفي المقابل قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (المنافقون: 9)). أي أن المال والبنون هما زينة الحياة الدنيا ولكن في المقابل لا تجعلهما أيها الإنسان يلهيانك ويشغلانك عن ذكر الله وحمده وشكره. لأن الله هو الرزَّاق للمال والبنين وكن من الشاكرين حتى يزيدك الله من نعمه ولا تكن من الخاسرين وتعذب في الدنيا بهما قبل الآخره (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (ابراهيم: 7)).

    فأول من عرف قيمة المال وأثره الكبير في جميع نواحي الحياة هم أبناء عمومتنا اليهود (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِين (القصص: 76)). وأصبحوا ملوك ورؤساء الأموال منذ القدم وعلى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى هذا الوقت. والذي يملك بنك النقد الدولي هم عائلة روتشيلد اليهوديه العريقة وقد درسوا أسواق المال العالمية وإستغلوا ذكاءهم وخبرتهم في التجارة وفي الإقتصاد وبجدارتهم أسسوا لهم أسواق ماليه في جميع دول العالم. وبنك النقد الدولي يُقْصَد من قبل دول العالم أجمع للحصول على قروض لحل مشاكلهم المالية والإقتصادية، والشيء المنطقي والبديهي أن يضع صاحب المال شروطه على من يقترض منه ويطلب ضمانات لإسترداد حقه وأمواله.

    فمعظم الدول وضعها الإقتصادي متهلهل لأن واضعي خطط إقتصاد هذه الدول ليس لديهم الخبرة في إدارة مواردهم أو ما لديهم من أموال. علاوة على أن لديهم فساد مالي وإداري كبير في مفاصل منظومة دولهم الأساسية. والبنك الدولي لا يطلب من الدول أن تقترض منه وإنما الدول هي التي تقدم طلب للإقتراض منه. ولو حورب الفساد المالي والإداري في تلك الدول بشكل جذري وبشكل قوي مع الأخذ بما جاء بالآية الكريمه (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (البقرة: 286)). ومع الأخذ بعين الإعتبار بمقياس: القناعة كنز لا يفنى، وبالعامية " اللي معوش ما يلزموش، وعلى قد لحافك مد رجليك ".

    لما وصلت بعض الدول الى ما هي عليه من الغرق في الديون المتراكمه. ويمكن تجاوز هذه األأزمات الإقتصادية والمالية بالتصميم والإراده فمثلاً رئيس دولة تنزانيا قام بمحاربة الفساد والفاسدين في داخل حكومة دولته قبل خارجها بلا هواده. وحول إقتصاد دولته إلى وضع إقتصادي أفضل بكثير مما كانت عليه حتى أصبح يسمى " قاهر الفساد والفاسدين " وهناك أمثلة على قادة دول أخرى مثل رئيس دولة تركيا السيد رجب طيب اردوغان وغيره من قادة آخرين في دول العالم. ولا ننسى أن الحاجة للمال هي السبب الرئيسي في الفساد الأخلاقي والإجتماعي والسياسي والديني ... إلخ في أي دولة في العالم.





    [05-02-2019 08:45 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع