الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الاقتصاد بحاجة لخطة تحفيز

    اتفاقيات التعاون مع العراق وفتح الحدود البرية بشكل واسع يتطلب خطة تحفيز للاقتصاد الذي تضرر خلال السنوات القليلة الماضية، فالسلع والخدمات الاردنية التي تصل الى الاسواق العراقية ستدخل في منافسة مع سلع لدول كبيرة في مقدمتها ايران وتركيا حيث اجتاحت الاسواق لسنوات، فالمراهنة على ارث طيب من العلاقة الاردنية العراقية، وعلى شراكة القطاع الخاص بين البلدين التي دامت اكثر من ربع قرن لاتكفي، فالاسواق متغيرة والمستهلك هو الآخر يتغير، لذلك ان استرداد قسم من الحصة السوقية للمصدرين الاردنيين في الاسواق العراقية هو بمثابة تحد كبير ستكشف الاشهر القادمة مدى صعوبته او تجاوزه والعودة بقوة الى العراق .

    هناك قوائم من السلع الاردنية لديها تجربة واكتسبت ثقة اقليمية ودولية في مقدمتها المنتجات الدوائية والمستحضرات الطبية، فقطاع صناعة الدواء الاردني قدم صورة مشرقة في اسواق التصدير من الشرق وصولا الى امريكا، وصناعة تقنية المعلومات والاتصالات وبرامج الدفع الالكتروني لديها قدرة مهمة، والمنتجات الزراعية اللاموسمية، والمنتجات النوعية، والخدمات اللوجستية والمخازن الحديثة وخدمات النقل البري كلها مجتمعة تستطيع تعظيم القيمة المضافة للتعاون الثنائي، وان فتح المعبر الاردني العراقي يمهد لاطلاق قدرات القطاع الحكومي والخاص للارتقاء بالتعاون الاقتصادي والوصول الى تعاون متبادل في معظم القطاعات.

    ومن السلع والخدمات القادرة على مضاعفة المبادلات التجارية خلال اقل من سنة هي منتجات الاسمنت حيث لدى صناعات الاسمنت في الاردن فائض يصل الى ستة ملايين طن، وهي من اجود الانواع، وكذلك فائض الطاقة التصميمة لتوليد الطاقة الكهربائية بأكثر من الف ميغا واط يمكن توصيلها الى مكان في العراق خلال ثوان بعد ربط الشبكتين الاردنية والعراقية، وبالمناسبة الربط الشبكي الكهربائي مشروع عربي خماسي كان يفترض ان يشمل العراق قبل العام 2010.

    العراق وسوريا والاردن مهما كان الاختلاف او الاتفاق سياسيا، الا ان التكامل الاقتصادي السلعي والخدمي قادر على تسريع تعافي اكبر شريكين تجاريين للاردن وعودة دورهما المؤثر في الاقليم والمنطقة العربية، وهذا يقينًا ينعكس إيجابيا على الاقتصاد والمجتمع الاردني الذي وقف صامدا خلال السنوات العجاف الفائتة يواجه الارهاب، اليوم المنطقة وشعوبها ونظمها قادرة على معالجة ما مضى وتحديد منحنى للبناء والتنمية وجبر ما انكسر، وعدم الالتفات الى الوراء كثيرا فالنجاح يتطلب الاستفادة من التجربة والتركيز على المستقبل، فالثروات .. موارد طبيعية وبشرية متاحة فالشباب ينتظرون الملايين من الفرص للانخراط في العمل..وهذا يتطلب خططا لتحفيز الاقتصاد وعدم النظر فقط الى ارنبة الانف.





    [04-02-2019 09:07 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع