الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    «إنستكس» رد أوروبي أو تجاوز على الدولار ..

    أسست ألمانيا وفرنسا وبريطانيا رسميا قناة مدفوعات أوروبية لإجراء المعاملات وتسهيل التجارة مع إيران والالتفاف على العقوبات الأمريكية، فالقناة الأوروبية الايرانية الجديدة تحمل اسم «إنستكس»، وهي اختصار لأداة دعم المبادلات التجارية، هذا التوافق الاوروبي مع ايران يتطلب إعادة قراءة المشهد العالمي تجاه ايران، فإدارة ترمب ترى في طهران دولة مارقة بينما لا تشاطره اوروبا ذلك التشخيص وتؤكد التزام ايران بالاتفاق النووي الموقع مع ست دول كبرى ( الولايات المتحدة الامريكية، بريطانيا، روسيا، فرنسا، المانيا)، بينما ترى طهران الادارة الامريكية تشعل الحروب في مناطق مختلفة وتركز على المنطقة العربية، وتحاول الاستحواذ على قرار الطاقة في منطقة الخليج العربي.

    اوروبا التي لا تزال تستذكر كلمات بوش الابن عندما وصفها القارة العجوز، جاءت سياسات ترمب متممة للمواقف الامريكية حيال حلفائها الطبيعيين، فشن حربا تجارية على دول اوروبية رئيسية وصولا الى الصين وروسيا وكندا، وهذه الحرب المكلفة على الاقتصاد العالمي تتنكر لمواثيق منظمة التجارة العالمية، لم تحم الاقتصاد الامريكي فقد رتبت عليه تكاليف إضافية وقلصت تنافسية المنتجات الامريكية في اسواق التصدير العالمية، اصحاب القرار الصناعي الامريكي عبروا عن امتعاضهم لقرارات الرئيس ترمب الا ان سياسة ادارته متقلبة وتقدم صورة غير وازنة للقرار الامريكي المتعارف عليه طوال السنوات والعقود الفائتة سواء اتفقت معها او اختلفت عليها.

    منذ انفجار الازمة المالية العالمية في العام 2008 قدم محللون كثيرون في مناطق مختلفة من العالم ذكروا صراحة ..ان النظام المالي السائد لا يخدم النمو العالمي وان الحاجة باتت ماسة لنظام مالي عالمي متعدد الاطراف، اي ان الدولار سيتراجع كعملة معيارية دولية للتجارة بين الدول، لذلك شهدت الاسواق الدولية تطورات غاية في الاهمية خلال السنوات منها زيادة المبادلات التجارية بين الصين وروسيا بالمقايضة و/ او بعملات البلدين، وهناك دول اخرى تتعامل تجاريا بمعزل عن العملة الاميركية التي تراجع دورها في النظام المالي العالمي.

    قناة المدفوعات الاوروبية الايرانية لا تقتصر على المبادلات السلعية وإنما ستعتمد على تأسيس بنك لمأسسة التجارة وإقامة الاستثمارات، ومن نتائجها تحييد الدولار كعملة دولية للمبادلات التجارية، فالدول الثلاث المانيا وفرنسا وبريطانيا يعادل نتاتجها الاجمالي نصف الامريكي تقريبا، وسيغري دول اخرى لادارة الظهر للعملة الامريكية الذي تظهر تراجعا كعملة احتياط في الاقتصاد العالمي .. خطوة التعاون الاوروبي الايراني متغير غاية في الاهمية فالتهديدات التي اطلقها ترمب قد تؤجج العلاقات الاوروبية الامريكية المتوترة اصلا.





    [03-02-2019 09:49 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع