الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    أسعار الملابس

    سبق وأن كتبت عن موضوع أسعار الفواكه والخضروات في مقالة سابقة. وفي هذه المقالة قررت أن أكتب عن أسعار الملابس، لأن موضوع أسعار الملابس أخطر بكثير من موضوع الفواكه والخضروات. وهناك ثلاثة مصادر للملابس كما علمت من بعض تجار الجملة والمفرق. مصدر أول داخلي من مصانع تصنع الملابس في داخل أردننا العزيز وتضع عليها علامات ما يصنفها كماركات عالمية وأجنبية وهي محلية. ومصدر ثاني خارجي من الصين حيث يذهب بعض تجار الجملة والآن تجار المفرق للصين ويطلبون تصنيع ملابس نسائية ورجالية وأطفال من مصانع في الصين ويطلبون من أصحاب المصانع أن يضعوا عليها علامات ماركات تصنفها كماركات عالمية وأجنبية. وهناك مصدر ثالث وهي البالات حيث يتم شراؤها من بلد المنشأ بأرخص الأثمان وبيعها لتجار المفرق حيث يتم فرزها. وبعض الملابس الجديدة تنظف دراي كلين وتكوى وتعرض في المحلات كملابس أجنبية وجديدة وبأسعار خيالية.

    ومن ناحية أخرى بغض النظر عن مصدر الملابس تجد أن نفس البضاعة أقصد نفس البدلة أو الملابس الرجالية أو الفستان أو البدلة والملابس النسائية لها سعر قليل في بعض المحلات وعندما تعرض في غرب عمان تجد السعر عليها مضاعف على أقل تعديل. وهذا الأسلوب في التعامل مع المواطنين في موضوع الملابس يتم في أردننا العزيز منذ سنين طويله. فأضرب لكم مثلاً عن نفسي وهذا ما حصل معي بدون مبالغة. عندما خطبت زوجتي نزلنا لنشتري لها فستان حفلة الخطوبة فقال لي والد زوجتي خلينا نذهب لمعرض في جبل الحسين على دوار مكسيم آنذاك هناك شخص أعرفه. فوقع الإختيار على بدلة فتم شراء البدله بعد المراعاة بمائة وعشرون ديناراً عندما كان الدينار يساوي أكثر من ثلاثة دولارات. وكانت شقيقتي الكبيره (العود) معنا فقالت لي: يا بلال هذه البدلة نفسها في سوق مانكو في عمان في محل صديقتها بنصف الثمن فقلت لها: هل أنت متأكدة؟ فقالت: نعم، متأكده. فاخبرت والد زوجتي بذلك فقال لي: مش معقول! مستحيل الرجل مراعينا. فقلت له: خلينا نمر على المحل في سوق مانكو، وبالفعل وجدنا نفس البدلة مائة بالمائة بستون ديناراً. عندها قررنا جميعاً شرائها وإرجاع البدلة الى صاحب المحل في دوار مكسيم.

    فما بالكم في هذه الأيام؟! فالتجار عندهم فنون في التلاعب في الملابس وأسعارها وخصوصاً الملابس النسائية لأن النساء يصدقون بكل سهولة ما يقال لهن عن موضوع الملابس بالذات. وأنا أعرف صاحب محل ملابس في إربد يقول لي هنا أبيع نفس بنطال الجينز في محلي في إربد بعشرة دنانير ولكن في محلي في الصويفية أبيعه بخمس وعشرين دينار وأكثر. فَعُدْنَا إلى إختلاف الأسعار في أردننا العزيز وفق الموقع أو فيما إذا كانت بالفعل البضاعة ماركة أجنبية أو غير ذلك. فهذا الأسلوب في التعامل مع المواطن بموضوع الملابس فيه الغش والتدليس والإستغلال. فنطالب تجار ملابس الجملة والمفرق ومصانع الملابس أن يكونوا صادقين مع الله ومع أنفسهم قبل الناس. من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ ، فَلَيْسَ مِنَّا ، وَمَنْ غَشَّنَا (غشَّ) ، فَلَيْسَ مِنَّا.





    [03-02-2019 09:44 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع