الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    العلاقات بين الجيران


    ما هو تعريف الأخلاق؟ هي صفات يعكسها أي إنسان عن نفسه من خلال تعامله أو تفاعله مع عناصر المجتمع الذي يعيش فيه. كأن نقول فلان أخلاقه عاليه، صاحب دين، يخاف الله، مؤدب، لطيف، متعاون، رؤوف، كريم، حليم، ودود، صادق، أمين، صاحب مبدأ، لا يتلوَّن، غير أناني، يحب الناس، وغير مصلحجي، عاقل، لا يعادي أحد ... إلخ. أو نقول فلان أخلاقه سيئة، ليس عنده دين، لا يخاف الله، قليل أدب، فظ، ألفاظه سوقية، لئيم، وقح، لا يوجد في قلبه رحمه، طمَّاع، جشع، ليس له مبدأ، بمائة وجه، كذَّاب، منافق، يتلوَّن، أناني، لا يحب إلا نفسه، مصلحجي، جاهل، يعادي كل من حوله ... إلخ.

    شُهِدَ لرسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من قبل علماء ومثقفين وزعماء العالم أجمع بأنه الرجل رقم 1 (واحد) في العالم وبدون أي ضغوطات عليهم. فرسولنا قدوتنا في جميع أمور حياتنا وآخرتنا لأنه هو خاتم الأنبياء والمرسلين وصاحب الشفاعة يوم الحساب . يقول المستشرق الأمريكي (واشنجتون إيرفنج): كان محمد خاتم النبيين وأعظم الرسل الذين بعثهم الله تعالى ليدعوا الناس إلى عبادة الله. ويقول المستشرق الفرنسي أميل ردمنغم: كان محمد صلى الله عليه وسلم أنموذجًا للحياة الإنسانية بسيرته وصدق إيمانه ورسوخ عقيدته القويمة، بل مثالاً كاملاً للأمانة والاستقامة وإن تضحياته في سبيل بث رسالته الإلهية خير دليل على سمو ذاته ونبل مقصده وعظمة شخصيته وقدسية نبوته. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ، والله لا يؤمن ! قيل : من يا رسول الله ؟ قال : الذي لا يأمن جاره بوائقه ! متفق عليه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من آذى جاره فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن حارب جاره فقد حاربني، ومن حاربني فقد حارب الله. عن أبي هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنه، قَالَ : قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ فُلانَةَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ، وَتَفْعَلُ، وَتَصَدَّقُ، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا خَيْرَ فِيهَا هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ. قِيلَ: وَفُلَانَةُ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ، وَتَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ وَلَا تُؤْذِي أَحَدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

    أكتفي بهذا القدر من الأقوال العالمية والأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيا حبذا لو نأخذ عبرة من الصحابة والصالحين الذين إقتدوا برسولنا ولم يخالفوا له سنة أو أمر.

    يشكون الكثير من الناس هذه الأيام من سوء معاملة الجيران للأسف الشديد. فمثلاً لا يأبهون فيما إذا كان عند جيرانهم مريض أو رضيع أو طالب يدرس في الثانوية العامة أو في الجامعة ويستمرون في إزعاجهم بالموسيقى أو الجلسات والحديث بصوت عالٍ. أو يسمحون لأولادهم باللعب بكرة القدم تحت شبابيك غرف نومهم أو صالوناتهم ويصرخون ويقذفون الكرة على الشبابيك. ويتلفون مناخل النوافذ أو ربما يكسرون زجاج النوافذ ... إلخ. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يجلسون أمام المنازل أو على أرصفة الشوارع يراقبون جيرانهم في خروجهم وعودتهم وما يحملون من أغراض لأهاليهم ... إلخ. علاوة على إستغابة جيرانهم أو إنتقادهم إنتقادات تلحق بهم الأذى والضرر وتشويه السمعة. وقد قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (الحجرات: 12)).

    الغريب في الأمر أننا عندما نذهب لدولة أجنبية وإذا فعلنا أي أمر فيه إزعاج للجيران وحضر ممثلي الجهة الرسمية في تلك الدولة وطلبوا منَّا الإمتناع عن عمل ما يزعج الجيران وإلا سنخالف مادياً وقانونياً. نقول: كم هذه الدولة أو هذه الدول راقيه وتحافظ على حقوق الجيران. وننسى أننا كمسلمين نحن أول من حافظ على حقوق الجيران قبل أي دولة أجنبية. قال تعالى (واعْبُدوا اللهَ ولا تُشْركُوا بِهِ شَيئًا وبِالوالدَينِ إحْسانًا وبِذِي القُرْبَى واليَتامَى والمَساكِينِ والجار ذِي القُرْبَى والجَارِ الجُنُبِ والصّاحِبِ بِالجَنْبِ وابْنِ السبيل وما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ (النساء: 36)). فعلينا أن نحافظ على سلامة وسمعة وأمان وإطمئنان وسعادة وصحة جيراننا، ونشاركهم في أفراحهم وأتراحهم ونساعدهم في حل كل مشاكلهم ... إلخ. نسأل الله أن يوفقنا لطاعته وطاعة رسوله وأولي الأمر منَّأ.





    [28-01-2019 08:49 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع