الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    سنة أولى حُب

    رغم أنني شاهدتُ الفيلم المستمدّ من الرواية قبل « 25 سنة «، الا أن  رواية « سنة اولى حب « لمؤسس جريدة «أخبار اليوم» المصرية الكاتب مصطفى أمين شدّتني من اول صفحة. وجعلتني اعيش مع بطلها الصحفي  محمد عبد الكريم « اسبوعاً « كاملا، متنقّلاً بين « مغامراته « العاطفية « و» الصحفية « بين متناقضات المجتمع المصري في الثلاثينيات من القرن الماضي.

    حيث يجد بطل الرواية نفسه متورّطاً في متاهات السياسة والصراع بين الشعب والحكومة « حكومة اسماعيل صدقي» في زمن الملك فؤاد.

    كما تقدّم الرواية من خلال صفحاتها التي تجاوزت الـ « 1000 « صفحة صراع النساء « زوجات» الباشاوات والمسؤولين من اجل النّيل من الصحفي الذي يعمل في في جريدة « الجهاد» التابعة لحزب « الوفد» الذي كان يرأسه مصطفى النحّاس « خليفة زعيم الأمة سعد زغلول «.

    الرواية مليئة بالاحداث السياسية ويبدو ان الكاتب مصطفى أمين كان ينحاز لحزب الوفد ولهذا اختار وقائع الرواية بكل ما فيها من صراعات « تجمّل» صورة « حزب الوفد». وفي نفس الوقت كان الصحفي محمد عبد الكريم هو « ضحيّة» تلك الصراعات. فقد ساقته مهنته ـ الصحفية ـ ، للقاء امير الشعراء احمد شوقي والذي « توسّط له» لاجراء اول حوار مع كوكب الشرق ام كلثوم.

    وبعد ان يتعرض والد البطل للتعذيب وشتم امه من قبَل «عوني باشا» وزير الداخلية في الحكومة،يقرر الانتقام منه ويسعى لاغتياله وُيطلق عليه الرصاص لكن المحاولة تفشل. وتشاء الاقدار ان يلتقي صدفه بسيدة منقّبة في الشارع تأخذ منه المسدس لتنقذه من الشرطة،وليصبح بعدها «حبيبها» وعشيقها» ويكتشف انها « زوجة وزير الداخلية» ذاته.

    الرواية تتناول الظُّلم الذي يحيق بالشعب والمعارضة وتصدي حزب الوفد وشرفاء الامة له. ويدفعون الثمن بالسحق والموت والاعتقالات.
    ثمة حب وثمة « غيرة» نسائية واحداث تاريخية تتشابه مع زماننا هذا .

    وبعد ان يقرر الصحفي محمد عبد الكريم إنهاء حياته بعد ان تعرض لظلم « حزب الوفد» الذي اخلص له ولقياداته،شعرتُ كقارىء، بالحزن الشديد على هذه النهاية المؤلمة. وكأن الكاتب يريد ان يقول ان « الظُّلم» و» القوة» هما سيدا» الحياة»...

    للأسف

    للأسف !!





    [23-01-2019 08:37 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع