الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    العلاقات بين المعلمين والطلبة

    ما هو تعريف الأخلاق؟ هي صفات يعكسها أي إنسان عن نفسه من خلال تعامله أو تفاعله مع عناصر المجتمع الذي يعيش فيه. كأن نقول فلان أخلاقه عاليه، صاحب دين، يخاف الله، مؤدب، لطيف، متعاون، رؤوف، كريم، حليم، ودود، صادق، أمين، صاحب مبدأ، لا يتلوَّن، غير أناني، يحب الناس، وغير مصلحجي، عاقل، لا يعادي أحد ... إلخ. أو نقول فلان أخلاقه سيئة، ليس عنده دين، لا يخاف الله، قليل أدب، فظ، ألفاظه سوقية، لئيم، وقح، لا يوجد في قلبه رحمه، طمَّاع، جشع، ليس له مبدأ، بمائة وجه، كذَّاب، منافق، يتلوَّن، أناني، لا يحب إلا نفسه، مصلحجي، جاهل، يعادي كل من حوله ... إلخ.

    من أشرف المهن في الكون هي مهنة التعليم وقد كان الله أول معلم في الكون حيث علَّم آدم الأسماء كلها (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (البقرة: 31)). وكان آدم عليه السلام أول طالب في الكون وكان طالباً نجيباً ومبدعاً بأمر الله (قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (البقرة: 33)). ورغم أن آدم كان طالباً نجيباً وتفوق على الملائكة في المناظرة التي تمت بينه وبينهم إلا أنه عندما خالف آدم وزوجه تعليمات معلمه (إذا جاز لي التعبير بذلك) وهو الله ربِّ العالمين عاقبهما (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (البقرة: 36)). ومما تقدم لقد علَّمنا الله أن العلاقة بين المعلم والطالب علاقة مقدسه ويجب أن لا يتم تجاوزها من الطرفين وأن الطالب إذا خالف يجب أن يعاقب حتى تبقى هذه العلاقة مصونه ولا تهتز لأن مهنة التعليم مهنة عظيمه ومقدسة.

    فنستغرب مما نسمعه في وقتنا الحاضر من بعض المربين التربويين أن بعض أساتذة المدارس يطلبون سجائر من بعض الطلاب ويدخنون معهم! ويسمحون لبعض الطلبة في الغياب عن محاضراتهم دون عقاب أو حساب. ويتساهلون مع بعض الطلبة في الغش في الإمتحانات ... إلخ. ويسمح المدرسون في الجامعات لبعض الطلبة في إدخال بعض المشروبات الساخنة أو البارده إلى قاعات المحاضرات. ويُسْمَح لهم بالجلوس بشكل غير حضاري على مقاعد الدراسة. ويسمح أيضاً في التجاوزات بين الطالبات والطلاب داخل المحاضرات أو في الممرات وأماكن الجلوس داخل الجامعة. ويسمح للطلبة بالتدخين داخل مباني الكليات وفي ممرات وقاعات التدريس. أذكر على زمننا عندما كنت في الإعدادية، كنت ألعب على دراجتي الهوائية عندما رأيت مدرسي قادم من بعيد تركت الدراجه الهوائية في الشارع وإختبأت منه حتى مرًّ وعدت لدراجتي.

    ويسمح للطلبة بإدخال خلوياتهم داخل المحاضرات وفي قاعات الإمتحانات مما يؤدي إلى الغش والتشويش أثناء المحاضرات والإمتحانات. ويسمح أيضاً للطلبة في إدخال وسائل التكنولوجيا الحديثة أيضاً من سماعات وأدوات عرض وتسجيل تسهل عملية الغش وتبادل المعلومات بين من هم داخل قاعات الإمتحانات وخارجها ... إلخ. ولا ننسى تأثير وسائل التواصل الإجتماعي من فيس بوك وواتس أب ومسنجر على العلاقة بين المدرسين والطلبة. وخصوصاً ممن يسيئون إستخدامها.

    كل ما ذكر يجعل العلاقة بين المعلمين وطلبتهم وبين الطلبة أنفسهم لا قيمة لها. ويُدْخِلْ الإحباط إلى نفوس كثيراً من الطلبة وخصوصاً الطلبة الذين ليس عندهم القدرات بفعل ما يفعلة الآخرون ويجدون أنفسهم ضائعون. يتعبون ويدرسون ويسهرون الليالي الطوال وغيرهم ممن يلهون ويلعبون يحصلون على علامات ومعدلات في الثانوية العامة أو في الجامعت أفضل منهم بكثير. فعلينا جميعاً أن نعمل لإعادة هيبة المدرسين والعلاقة بين المدرسين والطلبة في كل مستويات الدراسة، ونهتم في هذه المهنة لإنها أساس تقدم الأمم ورفعهم إلى مصاف الأمم في العالم. فلنأخذ العبره من كوريا واليابان وغيرها من الدول التي توليها جل إهتمامها وتعتبرها مهنة مقدسة.





    [22-01-2019 08:25 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع