الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    قمة بيروت .. العيش والتعايش أفضل

    انطلقت اعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية الاجتماعية ببيروت امس في ظل ظروف شديدة الصعوبة والتعقيد وفي ظل تدني الثقة بين مؤسسات النظام العربي، فالحروب الطاحنة المباشرة وغير المباشرة عطلت التنمية الاقتصادية ودفعت الامة وشعوبها سنوات وعقود الى الوراء خلال السنوات القليلة الفائتة، وتسلل الينا الكيان الصهيوني المدعوم من البيت الابيض بمقولات وسياسات خلطت الحابل بالنابل وساهمت في ضياع البوصلة العربية، فالنتائج وخيمة على المواطن العربي ومستويات معيشته وامن حياته، وتبدلت الاولويات وقليل من العرب الذين لا زالوا يتطلعون إلى بناء الثقة بين النظام السياسي العربي بما له وما عليه، وان حجر الرحى للسلام ينطلق من فلسطين وحل الدولتين، أما إنكار اليمين الاسرائيلي الحقوق الوطنية الفلسطينية هي المحرك الاول لضعف الاستقرار في المنطقة، فالسلام والحرب والاستقرار في المنطقة مصدره الاول قضية العرب والمسلمين والانسانية هي فلسطين.

    عناوين القمة العربية الاقتصادية في بيروت يفترض ان تبدأ بوضع خطط وان كانت محدودة لاقالة عثرة التعاون الاقتصادي العربي الذي تقطعت اوصاله خلال السنوات الماضية، فالحاجة تستدعي الالتزام بالاتفاقيات العربية في مقدمتها اتفاقية التجارة الحرة العربية الكبرى التي وقعت عليها 17 دولة عربية قبل عشرين عاما بهدف زيادة الاعتماد المتبادل عربيا وبناء علاقات تعاون كان مقررا لها ان تصل بالمنطقة العربية الى سوق اقليمية واحدة تتعامل مع المجاميع الدولية، الا ان التطورات التي اجتاحت عواصم القرار العربي أحبطت ذلك ودفعتنا الى الوراء.

    اليوم في بيروت يقف العرب امام تحديات جديدة اقتصاديا وسياسيا وامنيا وديمغرافيا، فالجميع خسر كثيرا، وامامنا فرص حقيقية لترميم ما تهدم، وقد يرى البعض ان الظروف غير مؤاتية، وقد يكون ذلك واقعا مريرا، الا ان رحلة الف ميل تبدأ بخطوة واحدة، فالمطلوب ان نتفق على قاسم مشترك، فبناء الثقة يتعاظم تدريجيا وتجارب الشعوب ودول العالم تؤكد ذلك وما حصل في الحروب الكونية ( الاولى والثانية ) مؤلم لكن تم تجاوزه ببناء الثقة والنظر الى الامام وهذا هو المطلوب في هذه الايام، فمن بين الركام تم تشييد برلين وباريس ولندن التي يشار اليها اليوم بالبنان.

    اسمحوا ..للتجارة النفاذ عبر الحدود بدون عوائق جمركية وغير جمركية.. اسمحوا للمزارعين والصناعيين والمصارف العمل بحرية عندها تتسارع وتائر العمل الايجابي التي تصل الى مرحلة من التعاون تدعمها ثقة آمن بها جميع العرب من المحيط الى الخليج، اما الصعوبات السياسية والامنية والارهاب الكامن تحت الرماد ستنطفئ ناره التي عانينا منه كثيرا، ويصبح في الذاكرة، وعلى الجميع عدم السماح له بالتسلل الينا في اي مكان وتحت اي ظرف من الظروف، فالحياة اجمل والعيش افضل من حروب لا طائل لها.





    [21-01-2019 08:55 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع