الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    أنا وأبوي وابني

    الطفل الذي يأخذ مصروفه ..لا يعلم كيف تلبّد وجه الأب آلاف المرات ..؟ وكيف انتفض المكبوت بداخله ..؟ الطفل يراقب فقط حركة أبيه يمد يده للجيب و يعطيه ..أما كيف وصل المصروف اللاهث للجيب ..؟ هذا ما لايشغل بال الطفل ..!!

    الطفل ..الواقف فوق رأس أبيه ..: بدّي (كوكو عاشور ) ..لا يعلم أن الكوكو عاشور ؛ رغم الثمن الأرخص ورغم حلاوة سكرها ؛ إلا إن الدنيا تتنطنط في قلبه ..وأن مرارة كل العالم تسكن في سكرها كي تأتي للطفل الرافض للفهم بأن الدنيا أصعب مليون مرّة من هزيمة والده الشارد عنه بالكتم وبالاصطبار ..!

    الطفل الواثق ..أن أباه يملك كل خزائن هذي الأرض و يلعب فيها بأصابعه ..لا يدرك أن الوالد لا تفتح معه الأبواب إلى العودة إلا بعد البهدلة الكبرى ..وبعد أن تتلاطشه صفعات المسؤول وركلات الطابور و طعنات الغرباء ..و شماتة كل أقاربه ..!
    الطفل المُتجهّز دوما للأخذ..لا يعرف أن عطاء العمر له حدّ لا يشبه حد السيف ..بل أقطع منه وأقتل ..!

    هذا الطفل المتردي ..كان أنا ..و اللاهث كان أبي ..وأنا الآن اللاهث ..والطفل المتردي هم أبنائي ..! و أنا : أنتم ..و أبنائي : تماماً نسخة كربون عن أبنائكم ..!





    [20-01-2019 08:52 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع