حين أقف على شرفة الوطن أتابع بحدسي الإعلامي مجريات الأحداث , أتهيأ لغربة جديدة, وأتأمل نثرا شهيرا ظهر في السبعينات لشاعر ثأرالحياة "مظفر النواب " بعنوان (في الحانة القديمة) واسمحوا لي بان أقتبس منه في مقالتي فقد صدمتني المقاربة بين ماعاشه في تلك الفترة العصيبة من مجريات قلبت تاريخ أوطان وبين ما نعيشه من زمن أكثر بذاءة وخذلان....!
وجدت نفسي بعد أربعين عاما أنكر نظرية تغيرالأحوال الى الإيمان بنظرية (واقع الحال على ما هو عليه ) وهو فكر يشعرني بالضعف , ونقيض لمبدأ عندما تُدافع عن أفكارك أمام العامة يجب عليك أن تكون قوياً وشجاعاً للعيش من أجلها . لكننا لم نستوعب لغاية الآن حكمة ان المرء لا يغرق لأنه سقط في النهر، بل لبقائه مغموراً تحت سطح الماء. فمتى نعي ان النهر ليس المشكلة ؟؟.
أتابع يوميا فيديوهات مباشرة على مواقع التواصل الإجتماعي لشخوص إنتقيتهم بعناية فائقة مع هذه الفسيفساء العشوائية التي تدورحولنا , بعضهم يؤثر والبعض الآخر مجرد أبواق تؤذي الفكر قبل السمع , وبعض قليل جدا يدمون القلب ...قلب الوطن ..وقلب الشعب ..وقلب مواطن يبتغي العيش بكرامة ..
أمس تابعت بحسرة وألم فيديو مباشرلشخص , لن اذكر أسمه حتى لا يقال انني أروج لشخصه , بل انا مثل باقي ابناء هذا البلد أحمل هم وطن بيعت حروفه ونحن من دفع الثمن.
تحدث الناشط عن كل المرافق والبنى الحيوية التي بيعت في الأردن, وعن تهليل البعض لذلك بانها إنجازات يشهد لها .وتحدث عن النسيج الإجتماعي الذي تم فسخه لتنصر كل عشيرة ابناءها لا غير وكأنها تملك الأرض والسماء ,وتحدث عن فساد ينخر كل جزئية في أجسادنا حتى أصبحنا أدوات طيعة ... أخذ الفقر منا مأخذه، والبطالة مأربها، والتنازل موطنه.. و سكن القهر بنا.. والوعظ الكاذب.. والأمل الكاذب.. ليقال تمخض الجبل فأنجب فأرا ... فلا يوجد في الهند سياسي شجاع بما فيه الكفاية لأن يحاول شرح أن الأبقار يمكن أكلها...ولا يوجد في الاردن سياسي شجاع ليقول ان البقرة تم حلبها بالكامل وشتان بين بلدين ...وساسة ...فاللحظة صعبة ؟! وفي بيت الحسبة ..بسم الله.. الحال رغيدة ..النصر لنا مهما ضقنا لا يتأخر! هذي ألعاب امريكية وغنائم إسرائيلية .. هذا ( بابا نويل) الخليج ننتظره.. يحمل حقائبه هدية بلا عزة..
كبر ..كبر يا أبن بلدي .. في يدنا الموت وفي يدنا الجوع ..فمن تختار؟! ويكبر بعض الشعب.. كيف يكون الانسان كريما.. وجيبك لص ملعون ..؟!
كيف يكون الإنسان شريفاً والخوف يغل يديه بكل مكان والقادم أخطر؟
نوضع في العصارة كي يخرج منا القرش .. لا تقاوم.. لا تساوم.. يهدىء.. يهادن ..يتكتك ..يتعرى ليفوز بثغر أو معبر !
يا الله... الحلم يضيع ... المشهد ضدان اختلفا .. فسد المتكبر فانقلب الاصغر ...
حماة الارض يتبارون في مضغ الكعكة .. فصائل ظل تتهاوى...فالنفق يضيق والظرف دقيق والوطن يتبخر!
يا الله.. الشعب يجوع..أرملة لا تجد لطفليها غير الماء..والنصيحة صبر وحلم مأدبة الكوثر ؟؟؟؟؟؟؟؟ يا وطني ..... نخبك.. نخبك وطني... لم يتلوث منك سوى اللحم الفاني فالبعض يبيع اليابس والأخضر ....
ويدافع عن كل قضايا الحزب ويهرب من وجه خيانته.... لا ..لا الوطن له ...لا الدين له .. نفر يكفر حين يصلي..نفر يزني والإمام أكفر!
وطني .....كيف اصبحت..وكيف كنت ... وهذا الوجع انا .. لا زلنا فوق اليابسة نبوح ..ونحلم .. نتجذر
دعونا نسخر ...الغد مشرق واللقمة تغرق… وأنت تحت النعل تشهق … إن كنت تملك خيطا فكبلني … أنا احارب ان لا أغرق ….................فهل نفعل ؟؟؟؟؟؟؟؟

[15-01-2019 08:01 PM]