الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    متى بدهم يحلوا عنا؟!

    كان هناك رجل كبير في السن يذهب كل يوم إلى مزرعته التي تقع خارج حدود المدينة على حماره.. في أحد الأيام جاء ابناؤه له ببشارة بان المنطقة التي تقع فيها المزرعة أصبحت مخدومة بخط باص ولا داعي لأن يستخدم الحمار بعد الآن، وبعد أن اقنعوه بركوب الباص شرحوا له اين سيقف حتى يركب به.. وبالفعل في اليوم التالي وقف الحجي في نفس المكان وجاء الباص وحين طلب منه الكونترول الأجرة دفع له ما طلب.. وفي المساء انتظر الحجي الباص أمام مزرعته حتى يعود إلى منزله وبعد قليل جاء الباص وحين طلب منه الكونترول الأجرة مرة أخرى قال له الحجي: شو أجرة ما أجرة ما دفعنالك الصبح.. لا تكون شايفني مقثاة فقوس بدك تلقطني الصبح والمسا؟!

    الحجي على بسطاته كان يفكر ربما أن الأجرة تدفع مرة واحدة في العمر أو أن الباص من الهلال الأحمر لخدمة سكان المدينة وتشاجر مع الكونترول ومن ثم عاد لاستخدام حماره!

    صدق الحجي حين قال: شو شايفنا مقثاة فقوس بدك تلقطنا الصبح والمسا ولكن، ليس مع كنترول الباص بل مع حكومته وتجار بلدته فهم فعلا اصبحوا يرونا مقثاة فقوس!

    اذا انخفضت اسعار الدجاج ليصبح في قدرة المواطن البسيط شراؤه، ثارت ثائرة المربين وسرعان ما اتفقوا على اعدام الدجاج حتى ترتفع أسعاره، تخيل أن تذهب الدجاجة الى المقبرة عند بعض المربين احب من أن تذهب إلى موائد الأردنيين.

    واذا ما انخفضت اسعار البندورة سرعان ما يقوم بعض المزارعين برميها في الشوارع على ان يرموها في معدة المواطنين.. دون ان يفكر احد منهم اننا نشتريها بسعر الكيوي اغلب ايام السنة.

    مؤخرا قام عدد من المواطنين بشراء الملابس عبر الإنترنت من متاجر الكترونية في الخارج لانها تبيع الملابس بأسعار معقولة جدا.. فسارع تجار الملابس وطلبوا من الحكومة وقف الاعفاءات الجمركية للاسر لان القطاع اصبح مهددا، اما عندما يبيعونا الفانيلة مع السروال بسعر أغلى من سعر البدلة مع ربطة من متاجر الخارج، حينها قطاعهم يكون غير مهدد طالما قائم على الربح الفاحش!

    الحكومة بالطبع ليست جالسة بتفصفص بزر وتتابع كيف يتم تشليح المواطن من حبة الفلافل الى راس العجل.

    هي لها الحصة الاكبر، الف خطاب للوزراء عن أهمية السيارات الكهربائية بالحفاظ على البيئة وتوفير الطاقة التي نعاني من استيرادها لذلك تم تخفيض الجمارك عليها، ما ان شاهدت المواطنين يقتنون تلك السيارات حتى قالت: ما بتوفي معنا، ففرضت رسوما جديدة عليها حتى يعود المواطنون للسيارات التي تلوث البيئة وتستهلك الوقود بشكل كبير.. طالما لدى الحكومة استعداد ان تلوث الهواء وتقضي على الحيوان والإنسان والزرع مقابل حفنة من الدنانير فلماذا لا تدمج البيئة مع وزارة التنمية الاجتماعية!

    لو اخترع في العالم الآن صوبة تعمل على الريح لسارعت الحكومة وفرضت رسوما مقطوعة على كل مولود بدل رياح، ولو انجدنا العالم بطاقة كهربائية تعمل على مخلفات منازلنا لسارعوا بفرض ضريبة على زبالتنا، حتى لو اكتشفوا الآن حبة مغذي تغني الانسان عن الطعام والشراب طوال اليوم لمنعوا استيرادها للأردن!

    العالم كل يوم يخترع ويكتشف ليسهل حياة الناس ويوفر عليهم تكاليف معيشتهم، والشعب الأردني لا يسأل حكوماته لا عن اختراع أو اكتشاف ولا حتى عن خدمات.. بس متى بدهم يحلوا عنا؟!





    [06-01-2019 08:56 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع