الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    بين مرِّ السياسة وعلقم العشائرية!

    قد لا يروق للحراكيين والكثير من القراء هذا الطرح الذي سأجمله ببضعة سطور موجزة اتحدث فيها عن أثر سلبي على ماكينة العمل السياسي في بلادنا من سنوات طويلة والبعض يراها رافعة تقدم دورا مساندا وداعما ! واقصد هنا العشائرية بجانبها الذي يفرض نفسه على الحياة السياسية بشكل لافت وملحوظ .

    بداية لا احد ينكر دور العشائرية الرئيس في تأسيس كيان الدولة الأردنية التي اصطدمت بمخلفات الاستعمار لفترة طويلة وكان لا بد لها من الأخذ بكل أدوات البناء والاعمار لمؤسسات الدولة ،والعشائرية بطبيعة الحال كانت تمثل الأنموذج الأكثر تنظيما وقدرة عل ضبط ايقاع وخطوات العمل لديها بحيث لا تكون خارج دائرة صنع القرار وأعين مؤسسة الحكم .

    العالم السياسي اليوم لم يغدو مدينة فاضلة وصالحة للعيش بكل المقاييس لكن أنظمة الحكم إستفادت كثيرا من تجاربها واستطاعت ابتكار وتطوير اشكال عديدة لأنظمة الحكم والأردن بطبيعة الحال جزء من هذه المنظومة وطرأ عليها عبر عقود طويلة تغييرات عديدة على كافة الصعد الاجتماعية والاقتصادية والتي بدورها تتطلب إدارة شؤون الدولة وفق ما تقتضيه المصلحة العامة وأصبح لزاما علينا التخلص من تركة ثقيلة أصبغت على السياسة وطاقمها الحاكم أسسا جهوية وفرعية تجاوزت كل المفاهيم التي خلقت دولا متقدمة ومتحضرة في الغرب والشرق ... !

    اليوم ونحن في مرحلة تحولات كبيرة وثورات شعبية على انظمة الحكم في العالم ما زلنا نعيش في كنف المدخلات السياسية ذاتها وأضعنا سنوات طويلة تحت مظلة الجهوية والفرعية والتوريث وهذه جعلت الوطن يدفع ثمنا باهضا انعكس سلبا على حياة شعب بأكمله إلا من رحم ربي ، والعالم المتقدم اليوم استطاع تجاوز معظم ازماته بطرق أكثر حكمة .

    لا يخبرني اي احد كان بأن تركيبتنا الاجتماعية تفرض علينا ان نتساوق ونتماشى مع المعطيات نفسها التي تريد بشكل غير مقبول ان تكون العشائرية منبرا للعمل السياسي وليعذرني الجميع اذا قلت بأن أي خطاب سياسي تحت مظلة العشيرة خطأ كبير !

    الأن تحديدا لا اقصد طرفا بعينه ، لكنني أعلم بان هذه الرسالة سيلتقطها الكثير من أصحاب الرأي وخصوصا في هذه المرحلة المعقدة سياسيا في ظل حراك شعبي تشهده ساحة الدوار الرابع ، ولا أعتقد ابدا ان تلك النخبة المثقفة ، التي تعمل تحت مظلة هذا الحراك وهم من أهل الرأي والفكر بكل تأكيد ... سيليق بهم أن يكونوا شركاء مع مؤسسة الحكم في بلادنا التي لم تتردك أي شاردة و واردة إلا واستخدمتها لاضعاف الحياة الحزبية في بلادنا ، والادهى من كل ذلك ان يكون الحراك جزءا يقدم دورا بذات الوصفة ولكن بشكل مختلف !

    من غير المنطقي ومن غير المعقول أن تكون الاحزاب على الهامش والعشائر هي من تخطب وتصدر بيانات عرمرمية في العمل السياسي !

    من غير المعقول والمقبول أن نشارك الحكومة والدولة العميقة دورها التاريخي في اضعاف الاحزاب وانكار اهميتها !

    ومن غير المقبول ان تكون القبيلة مكانا للسياسة ونطالب المؤسسة الحاكمة بتعديلات دستورية لاختيار رئيس حكومة منتخب وحكومات برلمانية !

    القبيلة باختصار لن تشارك الأن لتنسحب مستقبلا ، وبلا أدنى شك ستكون عبئا ثقيلا يطالب بمحاصصة وكوتات خاصة به !





    [01-01-2019 11:15 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع